تقارير وحوارات

عبدالحفيظ مريود يكتب:-الدقة الصحفية تلزم الإعلامية الكبيرة مشاعر عبد الكريم أن تتجنب التضليل

بدون زعل

وجدى ميرغنى ٣ – ٥

ثقتى بالله وحده، وعليه التكلان.
…ولما وصل إلى هذه النقطة – تقول الرواية – قام واحد من أهل السواد، فناوله كتابا، فجعل ينظر فيه..قال عبد الله بن عباس ” يا أمير المؤمنين، لو استطردت خطبتك من حيث أفضيت”..قال ” كلا يا ابن عباس…تلك شقشقة هدرت، ثم قرت”..
شايف كيف؟
ترجاني كثيرون، أحبهم وأعزهم، أن أوقف تقليب أوراق سودانية٢٤. الحجج عديدة، مثل : هذه الطريقة لا تشبهك..لا تنبش أسرار المؤسسة..يكفى هذا، فقد اتضح أنك مظلوم…وغيرها..
لكن أمير المؤمنين، على بن أبى طالب – عليه السلام – حين عرض فى الخطبة الموسومة ب ” الشقشقية” – بكسر الشينين وتسكين القافين – كان يبين موقفا للتاريخ. حين لا تكتب تأريخك، سيكتبه عنك الآخرون. حينها لن يعود ثمة مجال لتصحيحه. الذين ظنوا أننى أكتب التماسا، استرحاما، تخويفا – مثلما ظنت إدارتها – لأخذ حفنة الجنيهات، “حقوقى”، جانبهم الصواب. أو أكتب تعريضا، تشفيا، “فش غبينة”، لأنها “فصلتنى” من طاقمها، هم – أيضا – مخطئون. صالح عجب الدور – أحد أندر الخبرات الإعلامية فى السودان – حين ظهرت كشوفات الهيكلة التى قام بها أمين حسن عمر للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، وكان هناك الكثيرون يبكون كما تفعل النساء، سألته: لماذا يبكون؟ أجابنى، ساخرا ” الناس ديل ما اشتغلوا فى الجرايد، بس”..فالذى جرب العمل صحفيا فى الجرايد، سيكون ” جلده تخن” من “الفصل”، تعسفيا وغير تعسفى، بحيث لا يعود يلقى بالا للفصل، لاحقا..
شايف كيف؟
على أن أمير المؤمنين – عليه السلام – كان يبين أدوار ومقامات الرجال، فى الشقشقية. بحيث تنكشف الحمولات والدوافع النفسية الكائنة وراء تشكيل مواقفهم، التى أنتجت التأريخ..إذ لم يكن الإختيار نتيجة لأى شيئ آخر سوى حزازات النفوس. وهو إختيار صار تأريخا..تصطف الجموع وراءه على أنه الدين، الموقف الحق، الإنتصار للمصلحة، فيما هو قار – حتى أذنيه – فى العتمة النفسية للصادر عنهم. تشكل نقطة صغيرة فارقا..تقلب موازين العدل، تصحح الرؤية..تفعل فعلها فى إعادة الصياغة وبناء المعنى.
شايف كيف؟
هل أكف عما أنا فيه، لأنه لا يشبهنى؟
نشرت مواقع عديدة، الكترونية، وجرى مجرى الخبر المؤكد، والحقيقة السائدة أن مدير البرامج الجديد لقناة سودانية ٢٤، عبد الحفيظ مريود، ” مصطف قبليا وجهويا، عمل على تشريد وفصل أسماء لامعة فى القناة، مثل مشاعر عبد الكريم، أحمد فضل، محمد الخير يحى، المقداد، وعمل على استقطاب كوادر ذات صبغات جهوية وقبلية”..فى موقع مدير البرامج، هل يتوجب أن أتوقف لتصحيح ما صدر، وأنا أعلم من أين صدر ولماذا؟ أم أنصرف إلى مهامى وتنفيذ رؤيتى؟ هل يملك مدير البرامج – فى أى قناة – صلاحية الفصل والتعيين؟
تعامل كثيرون على أن تلك حقائق..انبنت عليها قرارات..ما هى “الحقائق”، إذن؟ من وقف ويقف وراء الترويج لذلك؟ ما هى مصلحته، مصلحتهم؟ حين يسند المدير العام، إبراهيم أحمد الحسن، إعادة النظر فى موضوع فصل مشاعر عبد الكريم إلى لجنة، برئاسة المدير العام الحالى، الأستاذ منتصر أحمد النور، وتقرر اللجنة “أن حيثيات مدير البرامج السابق، لم تستند إلى أسس قانونية…”، وحين تكتب مشاعر عبد الكريم على صفحتها ” نعم…أبلغني مدير البرامج بفصلى..”، فإن ثمة قرارات سيتم اتخاذها، لو كنت مالك القناة ورئيس مجلس إدارتها، أو أحد أعضاء مجلس الإدارة(وجدى ميرغنى، شقيقه، إبنه وبناته الثلاث)، لا سيما إذا سمعت أو قرأت عن ” اصطفاف قبلى وجهوى” لمدير البرامج..مع الأخذ بعين الإعتبار أن الاستاذة مشاعر عبد الكريم كانت قد نشرت قصة عن ” مكالمات فيديو تلقتها، غير ما مرة، من الرجل الأول فى القناة، حتى اضطرت إلى حظره من تطبيق واتساب”..
شايف كيف؟
وحيث أن “المصلحة العامة”، تقتضي أن يترفع مدير البرامج السابق، عبد الحفيظ مريود، عن ” تأزيم” الموقف، ويرى فى “تماسك المؤسسة، صون أسرارها” تكأة وعاصما، فقد ثبت الأمر، كأى حقيقة كونية..
وذلك ما حمل الإمام على بن أبى طالب ليؤكد فى الشقشقية ( فارتأيت الصبر على هاتا أحجى)..” أسففت إذ أسفوا..وطرت إذ طاروا”…ذاك ميزان الإمام الذى حين رأى أن أوان تغييره قد آن، فعل..
شايف كيف؟
الدقة الصحفية تلزم الإعلامية الكبيرة مشاعر عبد الكريم أن تتجنب التضليل فى (نعم …أبلغني مدير البرامج…)..فالواقع أن مسؤولة الموارد البشرية – ورد ذكرها فى مقال الأمس – هى من اتصلت على مشاعر، على مدى يومين، وحين جاءت أبلغتها بالقرار..استفسرت فوجهتها إلى مدير البرامج ليشرح لها حيثيات القرار…ولم “يبلغها” بالقرار هو، شخصيا..وهناك فرق..وحين قرر رئيس لجنة ” إعادة النظر” ، المدير العام الحالى، ” أن حيثيات مدير البرامج…”، كانت النزاهة تقتضي القول بأن اللجنة لم تعثر على حيثيات له، لأنه لا يتخذ القرار، أصلا…ذلك أن مسؤولة الموارد البشرية تلقت توجيهات شفهية من المدير العام السابق، نفذتها…كما وجدت تقريرا للجنة محاسبة شكلها المدير العام السابق، إبراهيم أحمد الحسن، للنظر فى شكاوى متكررة ضد المعد والمنتج محمد الخير يحى، وتوصيات، وجه – بناء عليها – مسؤولة الموارد البشرية، كتابة، بقراره…
ومن المفارقات المضحكة أن مشاعر عبد الكريم ومحمد الخير يحى، دارفوريان. بل تربطنى قربى ودم بمشاعر..فكيف هو الاصطفاف الجهوى والقبلى؟ كما أننى لم أوص – كمدير للبرامج – بتعيين أحد ينتمى إلى ولايات الغرب، بإستثناء مذيع واحد هو ياسين سعد..ذلك أن الجهة والقبيلة لم تكن يوما حاضرة، عندى، فيما يتصل بالعلاقات الانسانية، العمل، الاستحقاقات، مطلقا…والمفارقة الأكثر لؤما، هى أن الموظفة الوحيدة التى بذلت جهدا جهيدا فى تعيينها، بدايات تأسيس القناة، والوحيدة التى شكل لها الطاهر حسن التوم لجنة للتحقق من كفاءتها، لفقر سيرتها الذاتية، هى من تولى الترويج لعنصريتى واصطفافى القبلى، حتى أنها علقت ” من مصلحة القناة فصل مريود”…
شايف كيف؟
لكن ذلك كله، حواش على المتن الرئيس، والذى هو سودانية ٢٤، بعد ثورة ديسمبر ” المجيدة”، بالطبع.. وذهاب الطاهر حسن التوم، المدير العام الأسبق، والمؤسس، إلى حال سبيله.
فماذا يوجد فى المتن؟
ذلك ما هو قادم..
ثم إنه، بلسان زين العابدين السجاد – عليه السلام – ” …إجعل لى يدا على من ظلمنى، ولسانا على من خاصمنى، وظفرا بمن عاندنى، وهب لى مكرا على من كايدنى، وقدرة على من اضطهدنى، ، وظفرا بمن عاندنى، وتكذيبا لمن قصبنى وسلامة ممن توعدنى”..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى