تقارير وحوارات
أخر الأخبار

بئر الخيانة.. حرب الخرطوم: للعمالة وجوه متعددة

بئر الخيانة.. حرب الخرطوم: للعمالة وجوه متعددة!
مهدي مبارك
جاسوس، عميل، خاين، ثلاث مفردات لمعنى واحد وهو ان من يمارسها هو إنسان وضيع بلا دين بلا اخلاق بلا شرف بلا رجولة ولا يستحق الحياة وسط مجتمع سليم متعافي فهل من خان وطنه وأهله يستحق أن يعيش فيه وبين مواطنيه امنا علي نفسه مرة أخرى؟ ، فالعميل هو ثمرة فاسدة ان لم يتم استئصالها والقضاء عليها تمامآ فهذا يعني انتقال العفن لكل الثمار.
دوافع العمالة مختلفة، فقد يكون محركها الحسد، الحقد، العداوة، الحرص على إيقاع الضرر بالآخرين ، الانتقام، حب المال وغيرها من الدوافع التي لا تعرف للشرف سبيلا. .
نتائج هذه الدوافع الخبيثة ومؤداها هو نقل الأخبار إلى العدو دون النظر الى نتائج ذلك الفعل القبيح من احتلال للدول وقتل وتشريد للمواطنين واغتصاب للنساء وسرقة منازل وممتلكات، هذا بالظبط ما شهدته الخرطوم طوال الخمسة أشهر التي مرت علي الحرب.
يقيني ان الحرب هذه كان لها أن تنتهي بانتصار الجيش في حدود اسبوعين الي شهر لو انها كانت حربا بين الجيش والدعم السريع الا ان الانحراف ونقطة التحول في مسارها كان له سببين الاول هو ادراك التمرد ان مواجهة الجيش بصورة مباشرة يعني الهزيمة القاسية لقواته ولذلك كان توجيه أوامر قادته هو نقل المعركة لتكون بين المليشيا وبين المواطنين وما كان هذا الأمر أن يتم لولا مساعدة ومساندة فئة ضالة من المواطنين الذين تجري الخيانة والعمالة بدمائهم المؤسف ان فيهم من هم أهلنا وجيرانا في حي واحد وزملائنا في الدراسة او العمل وحتي ائمة المساجد لم تسلم منهم إضافة الي الكثير من أصحاب المهن الهامشية التي كانوا يمارسونها لسنوات طوال علي سبيل التضليل فمنهم من حمل بندقية التمرد بينما ظل الآخرون يقدمون الدعم للعدو عن طريق توفير الحماية لجنوده وتوفير الأسلحة والذخائر والوقود عبر وسائل التهريب المختلفة وأسوأ من ذلك أنهم ظلوا يدلون أفراد المليشيا المتمردة علي منازل المواطنين وضباط الجيش والشرطة والأجهزة الأمية الاخري وكبار موظفي الدولة وبعض المواطنين من أصحاب المال و الأعمال وحتي منازل الفقراء الذين لا يملكون من حطام الدنيا شيئا سوي الستر والشرف الذي انتهكته المليشبا المتمردة بخطف واغتصاب للحرائر والقصر من النساء والفتيات.
ونظرا لخطورة الجواسيس وخاصة اثناء الحرب علي المسلمين فقد تحدث الفقهاء عن عقوبة الجاسوس، فقالت المالكية والحنابلة وغيرهم يقتل الجاسوس المسلم إذا تجسس للعدو على المسلمين، وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى عدم قتله، إنما يعاقب تعزيراً، إلا أن تظاهر على الإسلام فيقتل، أو ترتب على جاسوسيته قتل، فكم من خائن جاسوس في هذه الحرب تسبب في قتل المئات من الابرياء مواطنين كانوا او نظاميين؟ .
المعركة مع المليشيا ستنتهي بإذن الله بانتصار الجيش لكن معركتتا الكبري ستكون مع اؤلئك الخونة و الجواسيس والعملاء الذين لا بد من استئصال شافتهم من المجتمع والا فإن انتهاء الحرب بصورة قاطعة سيكون حلما بعيد المنال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى