لا للحرب كلمة حق أُريد بها باطل

نعم لا للحرب ولكن كيف؟
مهدي مبارك
لا للحرب، شعار كذوب، كلمتي حق اريد بهما باطل، لا اخال ان احدا ممن ذاقوا ويلات الحرب في الخرطوم علي وجه التحديد مثلي وغيري كثر، يقول نعم للحرب، كلنا يريد أن تقف الحرب اليوم قبل الغد، العلة ليست في لا للحرب وانما في كيفية إيقافها. من يرفعون شعار لا للحرب يعلمون تمام العلم من بدأها ويعلمون أكثر انه يريد الاستمرار فيها لأجل الديمقراطية المزعومة التي تحقق لهم حلم العودة إلى كرسي السلطة الوثير المحمي بفوهة بندقية مليشيا الدعم السريع التي تقطر دما.
لا للحرب رسالة صحيحة في مضمونها لكنها مرسلة الي العنوان الخطأ، أكثر الذين يطلقون هذا الشعار في الفضاء الاسفيري وعلى شاشات القنوات الفضائية وغالبيتهم من منسوبي أحزاب قوي الحرية والتغيير مشكوك في نزاهة مواقفهم تجاه مالات الحرب فهم اول من غادروا البلاد هربا من ويلاتها ثم وهذا هو الأسوأ في مواقفهم، انهم لم يطرف لهم جفن وهم يرون بام أعينهم كيف ان الابرياء قد قتلوا وهجروا من ديارهم واغتصبت نساؤهم وسلبت ممتلكاتهم ومع ذلك لم ينبسوا ببنت شفة إدانة لتلك الفطائع فكيف يمكن قبول دعوتهم لإيقاف الحرب دون الإجابة على التساؤل المطروح وهو كيفية إيقافها مع ان الإجابة سهلة ولا تحتاج إلى كثير عناء ومعلومة لديهم تمامآ وهي توجيه رسالتهم الي الدعم السريع لوضع سلاحه على الأرض والخروج من منازل المواطنين وفق ما اتفق عليه في منبر جدة، لكنهم لن يجرؤا علي الوقوف أمام حليفهم لأسباب معلومة ..
تتعبت منذ فترة ليست بالقصيرة غالبية التصريحات التي صدرت من الداعين لوقف الحرب وخلصت الي نتيجة مفادها انها دعوة مغلومة وليست نزيهة في مضمونها ترتفع وتبرتها كلما حقق الجيش انتصارا في ميدان المعركة ثم تنخفض لدرجة انها تكاد تختفي عندما تكون الغلبة للدعم السريع، من النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث ان ايا من حاملي هذه الدعوة يرون علي الدوام ان الجيش هو المخطئ وهو المتسبب في الحرب وعليه فإنه مسألة إيقافها بيده وحده بينما الدعم السريع برئ كبراءة الذئب من دم بن يعقوب وكأن الجيش هو الذي يحتل بيوت المواطنين والاعيان الحكومية وهو الذي يدمر محطات الكهرباء والمياه وبقية المرافق العامة.
احد اهم المبادئ الأساسية للمارسة الحزبية هو تعزيز مبدأ الديمقراطية كمجموعة من القيم التي يجب اتباعها من أجل مشاركة أكبر ومساواة وتحقيق الأمن والتنمية وتوفير بيئة تحترم حقوق الإنسان فهل تعتقد مجموعة أحزاب قوي الحرية والتغيير ان هذه الأهداف يمكن تحقيقها من قبل مليشيا الدعم السريع، إن كانت تلك قناعتهم فإن شعار لا للحرب لن يكون سوي مطية لركوب السلطة بلا فارس ولا جواد.