عبدالحفيظ مريود يكتب:- وجدي ميرغني..خدم المنازل وعلاقات الرأسمالية بالإعلام

بدون زعل
وجدى ميرغنى
مقترب أولى (1 – 5)
بقلم /عبدالحفيظ مريود
أنهى الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى كتابه العمدة “الفتوحات المكية”، ورفعه على سطح الكعبة المشرفة. تركه هناك عاما كاملا، ثم أنزله. يحتاج أن يعرف ماذا أصابه خلال عام، جراء الشمس اللاهبة، الريح، الأمطار الشحيحة فى مكة، وزمهرير شتائها. وذلك لأن الشيخ – قدس الله سره – يقول إن الكتاب -الفتوحات – هو من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عليه، مناما..لو تبدل الكتاب، تصوح، تمزق، إنطمس، فذلك يعنى أنه ليس منه..إذا وجده – بعد عام – على حاله، فذلك يعنى أنه هو..
شايف كيف؟
حين وقعت على الرواية، راقت لى..نزلت عندى منزلا رفيعا..أعلى مما وقعت فكرة حوليات زهير بن أبى سلمى. إذ قالت المصادر المتضافرة أنه كان يخرج قصيدة كل عام..لا يتسرع فى نشر أشعاره، ليلحق سوق الشعراء..كل حول بقصيدة…رزينة، راسخة، “ما تخرهاش مية”، كما يقول المصريون. قررت ، بناء على الحكيمين، العارفين، أن أسلك سلوكهما فى المسائل الجوهرية. أن أنتظر عاما، حولا قبل أن أقطع برأى فى مسألة عالقة، متشابكة الأغصان، متداخلة، وتجب ما قبلها..لا يصير التالى شبيها بما سبق. تشبها بالرجال، كما قال الشاعر ” إن التشبه بالرجال فلاح”..وقد نبهنى الشيخ إبراهيم أبوغرة، أحد ركائز التجانية فى بادية كردفان، فى قرية “كرمل”، رحمه الله، أن أسلك “درب الرجال”، مشددا إلى أن هناك عوارض تعترض ذلك..و “درب الرجال”، حار جدا، رعاك الله، وأيدك بنصره.
شايف كيف؟
ما الذى يدعوني إلى الكتابة عن وجدى ميرغنى، رجل الأعمال الشهير، ومالك المؤسسات الإعلامية المميزة – النيل الأزرق وسودانية ٢٤؟
سلخت خمسة أعوام اخدم فى سودانية ٢٤، أنهت عملى معها، دون مبررات…أنكرت حقوقى القانونية…أضطرتنى – لأول مرة فى حياتى المهنية – أن أبحث عن ” مكتب العمل” لأثبت أن لدى حقوقا…وحين أثبت ذلك، وقبلت به القناة، على مضض، انقضى عام كامل لم تكلف القناة نفسها بأن تستوفى حفنة الجنيهات التى هى “حقوقى”، والتى لم تعد تساوى شيئا..
هل أكتب بدافع إستخلاص حقوق مالية من المؤسسة ؟ أسترهبها وآتى بسحر عظيم؟ ذلك يمكن لأى محام مبتدئ أن يفعله.
شايف كيف؟
لكن ما يدفعني، فى حوليتى هذه، مقالة نشرتها عام ٢٠١٠م، على أخيرة صحيفة “الحقيقة”، تحت عنوان ” خدم المنازل”، أعدد فيها مآخذى على الصحفيين والإعلاميين وعلاقاتهم بملاك المؤسسات الإعلامية والناشرين..طرائق نظر الأخيرين إليهم ك “خدم منازل”، يصرفون من لا يروق لهم، متى عن لهم ذلك. وعن علاقة المال بالإعلام، وإمكانية تحقيق تكافؤ فى هذه العلاقة..هل ثمة نظر وراء المستنقع العطن الذى نخوض؟ هل خلفنا شاطئ يا رياح؟ أقدامنا مرفأ يا قلوع؟ كما تساءل الشاعر الفحل اليمنى عبد الله البردونى؟
منذ تأسيسها، وأول مرة تقع عينى على السيد وجدى ميرغنى…المدراء الذين جلسوا على كرسيها الأول، الكادر الذى دخل وخرج…التحديات…منذ وطأت أرضها “المقدسة”، مصمما للهوية ومديرا لأوجه العرض، تقلبات الناس وأمزجة الادارات، الصراعات الرعناء، سخائم النفوس، السياسات التحريرية، التماسات القاتلة، التدجين، الإنحناءات، التحديات ، الاقتراب والابتعاد من الأسئلة الكبرى والأهداف..
شايف كيف؟
يشكل وجدى ميرغنى، الشخصية المحورية، التى ستلامس المسائل جميعها طاولة مكتبه الأنيق، ويقضى فيها، بما أنه “سيد الفنايل” كما يحب الشباب فى القناة أن يلقبوه..وعلاقته بالقضايا والأشخاص هى التى ستكون محور الحلقات القادمة، استدراكا لمقالتى المشار إليها عام ٢٠١٠م، والتى تنظر فى علاقات الرأسمالية بالإعلام، عموما، وعلاقاته بصناعه والمجتمع وأسئلة المصالح الوطنية وغيرها..
ثم إنه، ثقتى بالله وحده، كما يقول الشيخ الرئيس إبن سينا.