المخرج السوداني سعيدحامد ضمن مائة فلم كوميدي عبر تاريخ السينما المصرية

اهدار الفرص ( ١ )
بقلم/فايز السليك
سعدتُ باختيار أربعة افلام سينمائية للمخرج السوداني سعيد حامد، ضمن مائة فيلم كوميدي عبر تاريخ السينيما المصرية، وبعيداً عن معايير الاختيار، فإن وجود اسم سعيد، يطرح علينا كسودانيين تساؤلات حول الفشل في ادارة الموارد، وتوظيف الامكانات البشرية والمادية.
سعيد حامد، الذي درس وعاش في القاهرة فترات طويلة نجح وضع بصمته بعد منافسة مع كبار المخرجين المصريين ليختار ٣٢ ناقداً سينمائياً أفلام (( صعيدي في الجامعة الأمريكية)) و (( جاءنا البيان التالي)) و (( رشة جريئة)) و(( همام في امستردام)) ضمن قائمة الأفلام، وسعيد، خاض تجارب جريئة عبر وجوه جديدة وقتها، فصاروا نجوما مثل احمد السقا، أشرف عبد الباقي، محمد هنيدي، غادة عادل، ياسمين عبد العزيز، فتحي عبد الوهاب، أحمد عيد.
أيضاً من افلام سعيد المميزة (( طباخ الرئيس)) اضافة الى (( يانا يا خالتي)) و(( حمادة يلعب حمادة يكسب)).
ولمثلما للجنة الاختيار معاييرها المتراوحة بين الأفضل والأمثل والأجود؛ فلي رأي في بعض الأفلام الكوميدية التي تميل الى الصخب والتهريج والاعتماد على النكتة لا كوميديا الموقف والمفارقات، وبالتالي قد تسقط بعض الأفلام وفقاً لممزاج شخصي أو تجارب وذكريات تخص بعض أعضاء اللجنة.
لا اود هنا الخوض في تفاصيل فنية، وما فتح عيني على هذا الموضوع رسالها كتبها الأستاذ Osman Hamid Suliman الى المخرج الفنان Amjad Abu Alala , حول الموضوع لمشاركة مخرجنا الجميل أمجد، في مهرجان الاسكندرية المتعلق باختيار الأفلام.
أكتب هنا من زاوية مختلفة وهي اهدار الفرص والموارد في بلد لا يعدم مورداً، وسؤالي الأول ماذا كان سيكون وضع سعيد حامد، اذا ما بقي في الخرطوم بحري وفكر في تطوير الدراما السودانية؟ ما هي العقبات التي كانت ستواجهه؟ ويمكننا عكس السؤال لماذا لا نسطتيع استغلال مواهبنا؟ ولماذا نعرف سعيد من الخارج مع محبتنا لمصر وفنها؟ وذات الحال يمكننا اسقاطه على تجربة ستموت في العشرين والمخرج الفنان أمجد، والصديق المبدع طلال عفيفي Talal Afifi ? هل كان سيجد الفيلم صدىً لو لم يشارك في مسابقات ويحصد جوائز من الخارج؟
حتى أديبنا الكبير الطيب صالح، ما كنا اكتشفناه بسهولة ما لم يأتنا معاد تصديره من الشمال، ولا ننسى النجم الكبير ابراهيم خان. في هذا السياق اتوقع نجاحا كبيراً للنجم الجميل محمود ميسرة السراج، الذي قرر البقاء في القاهرة، والمشاركة في اعمال درامية مصرية، فالسراج كذلك موهوب في التمثيل وفي الموسيقى.
يبدو أن ثمة خلل كبير، وبالطبع فالسينيما احد الفنون التي وجدت الاهمال الكبير لا سيما في أزمنة الجدب الثقافي والمشروع الإسلامي الذي كان عدوا للفنون والثقافة، يكفي حملات التخريب الممنهج التي طالت دور العرض في كلوزيوم، النيلين، كوبر، بانت، هذا في الخرطوم حين كانت تحتفي الصحف كل يوم بالجديد من الأفلام الغربية والهندية والعربية ، وتخصص مساحة مقروءة تحت عنوان (( أين تسهر هذا المساء؟)).
السودان لا يعدم موارد ولا مواهب، لكنه يفتقر لعقل خلَاق قادر على ادارة وتوظيف هذه الموارد، أما في مجال السينيما فلا يقتصر الدور على الحكومة وحدها؛ مع تأكيد واجبها فيما يتعلق بتهيئة المناخ وبسط وحماية المبدعين، هناك أيضا رأس المال المبدع لأن السينيما صناعة مكلفة فيما بتعلق بعملية الانتاج من تكاليف وأجور وترويج ودعاية وتوزيع، ومع كل ذلك هي صناعة مربحة، فوق أنها تقدم فنون وتراث وتاريخ البلاد.