محمدعكاشة يكتب:-هيئة علماء السودان تغُض الطرفَ عن فساد المسئوولين وتدعو الشعب للاستفغار

بقلم/محمدعكاشة
السودان بلدالمحن والمُصيبات العجيبة.
هيئة علماء السودان وقد ضاقت بنا الحياة وأزري بنا سوء العيش تخرج تدعونا لنستغفر ربنا ونتوب إليه متاباً..آميين واجعلنا اللهم من التوابين والمستغفرين بالأسحار..ربنا وتقبل دُعاء.
الجارة والشقيقة إثيوبيا تقفزُ في السنوات الأخيرة قفزاتٍ عالية في اقتصادياتها بمعدلات نمو متسارعة وتضطردُ وتائرَ نهضتها في البني التحتية وحاصل صادراتها يحقق ربطا مضاعفا لموازانتهاكل عام.
صادر (الاحباش) يتعددُ بتنمية مُستدامة مستزيدة وفق تخطيط علمي مدروس بدء من الورود وعبيرها الفواح التي تصدرها إلي هولندا وغير ذلك من منتجات إلي جانب ما تتيحه فرص الاستثمار وتسهيلاته ومناخه للأجانب وتزيد من كسب وجدي ميرغني وأشرف سيداحمد ورساميلهما.
التطورالمتزايد والنهضة المُتنامية أفق مرسوم خط فيه جهده الراحل ملس زناوي وهويحض الإثيوبيين بلا تمييز للبناء كلٌ من موقعه ومهجره ومتجره وسهمه وهم يعملون بهمةٍ ومثابرة ويكادُ دخل الفرد يكفيه مؤونة عيشه وليس ثمت (هيئة علماء ) ناصحة هُنالك.
والدنا الشيخ عبدالواحد حفيد سيدي الطيب ودالبشيرراجل ام مرحي بارحَ ديارأهله من قديم الزمان ليستقر ببطن أديس أبابا وليتخذَ له أهلاً ومسجداً يتلو أوراده ويقرأُ لوحه ومُريدوه يحفون به.
سيدي عبدالواحد الطيبي السماني يحدثني = رحمه الله= بأن الحبشة بلدُ أقوامٍ فالحين وأن ساستها حُكماء بعيدو النظر وأنه طوال سنين إقامته بها عاش آمناً مطمئناً في سربه ودينه ولقد حظيّ بلقاء الرئيس ملس مرات عديدة وتحاورا حول (التصوف ) ونهجه وغايته وزيناوي لوتعلمون رجل(لا ديني ) ولا يعتقدُبشيءٍ ومع ذلك سمح بحرية التعبُدلكل الشرائع دون تقاطع مع السياسة ودون مساس بعلمانية الدولة وأن يبتعدوا عن إغراءِ وإثارةِ النزاعات والخلافات الدينية.
الراحل ملس زيناوي يلتقي مرة بعضُ علماء المسلمين هنالك من ذوي الاتجاهات السلفية وهم يستشعرون مرونته في حواره معهم ليقتربوا منه بطلب مفاده أن يوم الجمعة بمثابة عيدٍ للمسلمين ولذا هم يرجونه أن يستصدر مرسوماً بجعله يوم عطلة رسمية.
زيناوي يزجرهم زجرة واحدة ويدمغهم بقوله:-
( إن الجمعة هي اليوم الوحيد الذي يستحث فيه دينكم الناس علي العمل وطلب الرزق بعد الصلاة وأن ميقات صلاة الجمعة في الحبشة يُصادف ساعة الغداء التي ينصرف فيها كل الناس للراحة ثم يعودون لعملهم. ) قالها وقد أُسقط في أيديهم.
الخطوط الاثيوبية تمتلك الآن أضخم اسطول جوي ومن أفخم الطائرات وأحدثها ولقد أسس لطيرانها قبل عقود خبراء الطيران السودانيون حين كانت سودانير هي (الشمس المشرقة) وحين لم يكن لهيئة علماء السودان ظهور ولابيانات ولا يحزنون.
اليومَ تغيبُ سودانير ويخبو وهجها وتتعثرُ في طائرتين فقط بعد أن كانت تجوب الآفاق.
غيابها وتدهورها هو بسبب من السياسات الخاطئة التي تَغُض (هيئة العلماء) الطرف عن نقدها وعن نُصح المسئولين بشأنها.
الذي لايعرفه هؤلاء أن باثيوبيا قانون رادع يزع المتلاعبين بالمال العام ويقطع دابرالمتاجرين بأقوات الشعب ويضربُ أعناقَ المُضاربين بالعملات ولذا فإن سعرصرف الدولار يراوح مكانه وإقتصادها مستقر.
هيئة علماء السودان أوكما قال تصف موجة الغلاء الطاحنة بأنها (بلاغ ) من الله للأمة لنتوب إليه.
هذا حديث يؤدي إلي الجنون إن لم يكن هوالجُنون ذاتُه.
الغلاء وارتفاع الأسعار وتزايد مُعدلات الفقر وتراجع الجنيه هو نتاج سياسات إقتصادية قاصرة ليس ل(الأمة ) فيه يد ولا ذراع.
هؤلاء بدلاً من إلقاءِ القول مرسلاً هكذا دون استبصار كان عليهم التوجه إلي قراءة الواقع السياسي والاقتصادي وأن يطلعوا علي تقرير المراجع العام لحكومة السودان وتقرير مولانا أبوزيد أو فليمشُوا مثلنا في الأسواق ومن ثم يقوموا لو يستطيعون إلي نُصح المسئولين لضبط أوجه الصرف الحكومي ومحاصرة الفساد ورد المظالم ويحضوهم لويقدرون بالقول..أن اعدلوا هوأقرب للتقوي وأن يعظوهم في أنفسهم فإن لم يفعلوا..ولن يفعلوا فنرجوا من هيئة العلماء هؤلاء أن يلوذُوا بالصمت فهولائق بهم وليغلقوا عليهم أبواب بيوتهم وقصورهم ويلزموها وشكرالله سعيكم…ما قصرتو تب؟!
———————–
صحيفة أخباراليوم –
الأثنين29أغسطس2016