تقارير وحوارات
أخر الأخبار

وحتي لا يغَضبُ صَديقنا الدكُتور عُمر مَحمُود خَالد

وحتي لا يغَضبُ صَديقنا الدكُتور عُمر مَحمُود خَالد

بقلم/مُحمّد عُكاشة

في خمسينيّات القرنِ الماضي دفَعت بها والدتهُا التي لا تقرأُ ولا تكتبُ الي قاعاتِ الدراسةِ وأعَانها والدُها على ذلك وحَضها لاستكمالِ تعليمهِا حيثُما كان.
هي نَهدت في رحابِ أسرةٍ عَريقة من بيُوتِ أم درمان وقَفزت فوقَ مَراحلِ التعليم في ثقةّ وإعتدادٍ في وقتٍ كانَ فيهِ تعليمُ البناتِ مُخاطرةً وخيمة.
خالدة زاهر سرور الساداتي تنبغُ من بين بناتِ جيلها مِشعلاً للوعي والاستنارةِ لتغدو من بعد ذلكَ أولَ طبيبةٍ سودانية لتمنحَ المهنةَ بُعدها الإنسانيُّ العميق عملاً وتمهُراً وعنايةً بصحةٍ الأطفال.
الطبُ في السُودان هو حالةُ إشراقٍ لامعَة قدمَ أسماءَ شَرُفت بهم هامةُ الوطن وبرعَوا في الخافقينِ بأسهاماتّ منظورةٍ مشهورةٍ ولا يزالونَ حتي يَومِنا هذا.
الطبُ في السودان نهضَ علي جُهودِ أساتذةٍ اجلاءُ نابهين أمثالُ البروفسور داؤود مصطفي خالد اختصاصي المُخ والأعصاب الذي أفني سِنيّ عُمره الراشد – رحمُه الله- لا تعدو عيناهُ عن مُهماتِ دعمِ وتطويرِ وتدريسِ الطب وترقيةُ الخدمات الصحية والعِلاجية بالبلاد يجعلُ بين تلاميذهِ والناسُ مَوثقاً وشَرفاً وعطاءً وافراً حتي صار ( أباً ) للطبِ وصَحائُفُ عمله مبذولةٌ للأجيال.
مِثلهُ=أبوالطب= رهطٌ من الصالحينَ الفالحينَ.
من بقَيتهِم ابا المبرور البروفسور صلاح أحمد إبراهيم فضل الله رئيسُ اتحادِ طب الأطفال العرب لدورتين كاملتين وهو يستوثقُ لتطبيبِ الناسِ بالدقةِ والأخلاقِ و(البوردات ) والتشَخيصِ السليم.
الطبُ في السودان وبرغُم (ثورة ) التعليمِ العالي التي (خَوتتنا ) وفًلقت أمُ رأسنا فَلقةً..
الطبُ في بلادي مايزالُ بخيرٍ أو هكذا نرجوهُ ونؤملُ.
كلُيات الطبِ التي تناثرت في أصقاعِ البلاد مُقتضيً للتطورِ وزيادةُ الطالبين من جهةٍ واتساقاً مع ثورةِ التعليم من جهةٍ أخري لهي بحاجةٍ الي دعمٍ واهتمامٍ ومُسايرةٍ لما يستجدُ بهِ من تقدُم.
كُليات الطب هذهِ..حكُوميةٌ كانت أو عملاً تجارياً يتنافسُ عندهُ (عِلية) القوم لتعليمِ أبناءهم وبناتهم يجبُ أن تكونَ محلاً لنظرِ وزارتي التعليمِ والصِحة والمجلسِ الطبي والدولةُ من ورائهم والناسُ أجمعين.
هذه الكُليات برغمِ الانتقادات والاحتجاجِ علي التوسُع فيها دون اعتبارٍ لتأهيل المكان والتدريس والخبرات والاحتياجُ الضروري لمزيدٍ منها هو حديثٌ مقبول ولكن مع ذلك ثمت (فلتات ) مثلُ تلكَ الطبيبةُ الشابةُ التي تخرجت من جامعةٍ ولائية وأثبتت تميُّزاً في إحدى مشافي المملكة العربيه السعوديه وحَظيّت بتكريمٍ مُستحق هنُالك.
هذا حديثٌ نقدمُ به توطئةً حتي لا يغضبُ صديقنا الدكتور عمر خالد والذي نُحييه بتحيةِ الصحةِ والعافيةِ ونحمدُ لهُ اعتدادهُ بالطب في وطننا علي الدوام وإعتدادهُ بكلِ ماهو سُوداني.
الطبُ بكل صُورهِ الزاهيةُ في الماضي لا يعُفينا عن مُجابهةِ مشُكلاتُ التشخيص الخاطيء التي تنامت في السنواتِ الأخيرة واقلقت المُواطنين في صِحة مرضاهم.
حالاتٌ عديدة تناولتها الصحافةُ وحالاتٌ أعرفُها عند أهلي المُقربين وكذا حالةُ زميلٍ صحافي كادَ اختصاصيون كِبار أن يتسببوا لهم في عاهاتٍ مُستديمه نتيجةَ تشخيصٍ خاطيء وفحوصاتٍ متُعجله وقد انفقوا أموالاً طائلة ليُسافروا إلي (مصر) لعدمِ قناعاتهم بما تم وقد تأكد لهم هُنالك خلافُ ما (كشف ) أطباءُ بلادي من عٍلةٍ ووصفٍ للعلاج.
بعضُ هؤلاء المرضي رغَبوا فورَ عودتهم (أصحاءَ ) دونَ حُقنو ومشرحة علي حدِ مَدحة سيّدنا البرعي.
رغبَ هَؤلاء في فتحِ بلاغاتٍ وشكاوي إلي الجهاتِ المُختصة.
ظاهرةُ الأخطاءِ الطبِية تتطلبُ وقفةً ولفتُ نظرٍ ومُحاسبة وحزمٍ إذ صَحةُ المواطن هي أغلى ما يملكُ ومالهُ علي قلته هو أرجي لمُجابهةِ الضُغوط الاقتصاديةُ في وطنٍ صارت فيه مُكتسباتهُ التاريخيةُ مثلَ مجَانيةُ الصحةِ والتعليمِ حِكايةً من حِكاياتِ الزمنِ الجَميل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى