تقارير وحوارات

مُحمدعُكاشة يَكتُب:-لقد بَهرني الدكتور التُرابي

بقلم/محمدعكاشة

صَعدَ نجمْ الدكتورحسَن التُرابي عَقَب ندوة ثورة أكتوبر مَطلع الستينيات ولقد كان أصَغرَ المُتحدثين بها ليخرجَ المرحوم عبد الرحمن مختار صاحب جريدة الصحافة صباحَ اليوم التالي بعنوان رئيس :-

( لقد بهرني الدكتور حسن الترابي ) ومُذّاك والرجلُ يَخطفُ الأضواء ويَزحمُ الساحات.

الدكتور الترابي عَبر السنوات ظلّ مَحِلاً لإهتمامٍ مُتعاظم تجاوزَ القُطر السوداني إلي ماعِداه من أقطارِ الدنيا والناسُ عندهُ فريقان لاثالث لهما.

قومٌ (مُبغِضُون ) لايقبلون معهُ ولا منهُ عَدلاً ولاصرفاً ولايُطيقون رؤية وجههِ قَولاً واحداً وهؤلاء أدناهم أهلُ الفِكر والحِجا والرأي النَجيج ماانفكوا يُقارعونهُ الحُجّة بالحجة وهم بارزون بأسانيدهم وإصداراتهم وهؤلاء وأولئك لخصيصةٍ في طبيعة الرجل لم يُعرهم إهتماماً ولم يلتفت إليهم إلتفاتةً.

فريقٌ ثانٍ وهم جُموع (المُحبينَ ) وهم تلاميذه (المُنظّمون ) وهؤلاء درجاتٌ بعضهم فوق بعض فمنهم من ترقي في مقامِ (الصديقيّه ) ونَضربُ مثلاً السيد ابراهيم السنوسي.

ثم نفرٌ منهم خَرجوا عن طاعتهِم له في المنشط والمكره وبلغ بُغضُ (الشَيخ ) عندهم درجةً حَانقة وكتاباتٍ جانحَة مثل ( الصارم المسَلول في الردعلي الترابي شاتم الرسول ) مما حَفلت به (الرسائل ) ضد أفكارَ الترابي وتجديده وآراءهِ المُثيرةِ للجدل.

آخرين من (المُريدين ) لاحتكاكاتٍ (تنظيمية ) و(حزازاتٍ ) ولسُخرية لاذعة اتصف بها الدكتور الترابي غَدوا مُذبذّبين يلتزمون (الجماعة ) ولكنهم لو أنَ حَسن الترابي جاء (عابر سكة فايت ) لسلكوا طريقاً غيره وهؤلاء الأخيرين حين كسرت (المُفاصلة ) شوكته طَفقَ بعضهم يعددون علي الناس مثَالبهُ وخَطيئاتهِ بعد أنْ كانوا حُفاظَ (منَاقبه ) ورُواتها وهذي تقود إلي ما نطمحُ الي كتابته هنا وهو بتقديري أنْ الدكتور الترابي في (شهاداته ) للعصر وهو يُجيب محور (الفساد ) أبدي استغرابه أن يتسع نطاقهُ بين أفراد هم غَرسهُ تربي الواحدُ منهم في كَنفِ جماعةٍ دينية قامت علي تزكَية النفس وكفِ اليدِ عن المحَارم وإعلاء معاني الطهر والأمانة والعدل.

حديثُ الدكتور الترابي هنا يجب ألا يضَيق به صدرُ أحدٍ بل وينبغي أخذهُ علي مَحمل النصيحة لله والرسول وألا يتجانفَ المعنيُون به إلي إثم المُكابرةِ والمُماحكة بغيرهدي ولقد قبل الخليفة الراشد عمر نصح إمراة من غمار الناس وهويبكي..ثم إقرأ يارعاك الله وهدانا وإياكم :-

( بعث إلى أمير المؤمنين عمربن الخطاب أثواب كثيرة جديدة , فقسمها بين الناس فأصاب كل رجل ثوب , ثم صعد المنبر وعليه حله ، والحلة ثوبان .

فقال : أيها الناس اسمعوا .

فقال سلمان رضى الله عنه : لاسمع لك ولاطاعة .

فقال عمر رضى الله عنه فى غرابة : ولم ياأبا عبد الله ؟

قال : إنك قسمت علينا ثوبا وأعطيت لنفسك ثوبان .

قال عمر رضى الله عنه : لاتعجل ياأبا عبد الله .

ثم صاح : ياعبد الله بن عمر .

قال ابن عمر رضى الله عنهما : لبيك ياأمير المؤمنين .

فقال : نشدتك الله الثوب الذى ائتزرت به أهو ثوبك ؟

قال : اللهم نعم .

فقال سلمان رضى الله عنه : الأن نسمع ونطيع )…

الإصلاحُ والعدلُ بالسَوية بين الناس وإطعامهمِ من جُوع ورفعُ المظالمِ عنهم ومُحاربةُ الفساد هي من ( معَالم) الدين الخاتم. أوليس كذلك ؟؟ وهي ذاتُها مُرتكزات مشروع الدكتور الترابي ودولته الذي قال به وتوفَرله حياته وأصدر لأجله الكتب وأقام المحاضرات واتسعت مواعينُ (جماعته ) للناس بمثالاته وهُداهُ وخاضَ الإنتخابات العامة وفقاً له مُنتصف الثمانينات ثم غامرَ بالانقلاب علي ذات الديمقراطية وحَكمَ السودان بنفسه وخاصم واستعدي العالم علي وطنٍ آمن ثم لينقلب عليه تلاميذه في ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ ).

حسن الترابي في قناةِ الجزيرة يعَتزي بتنافُسِ (بَنيه ) علي السُلطة والثروة بما أنذرَ به وقدأعذر نفسه وهو يمَحضُ (النُصحَ ) لهم أولَ العهدِ بتصريحاته المشهورة عن الفساد الذي تطَاول وإشرأب فوق الأعناق ودعا الي ضرورة مُحاصرته حتي لا يستشري كالسرطان ثم هو يقدم في (شهاداته ) مايشبه الإعتذار وإعترافهِ بتحُملِ أوزارَ ماقدحدث رغم تهَكُمِ أحمد منصور وغفلتهِ ولجَاجَته وطريقته في إدارة الحوار ورغم أنف مرسي وجماعته بقناة (الجزيرة ) الفضائية في قطر.

 

————————

صحيفة أخباراليوم-

الاثنين22 أغسطس2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى