لو أن …….

شوقي بدري
لو أن الخليفة العباسي عبد الله المستعصم بالله لم يكن بخيلا على جنده ،جامعا للمال الذهب والنساء فله 700 زوجة ومحظية و 1000 من الخادمات، لكان مصيره ومصير بغداد العالم الاسلامي مختلفا .
لاكثر من 500 سنة جمع الخلفاء العباسيون الخراج المال من الناس وكدسوه .يروى أن الخليفة هارون الرشيد شاهد سحابة ضخمة تتحرك فقال … صبي اينما شئت فسيأتيني خراجك !! الخليفة عمر بن عبد العزيز الاموي كان مختلفا عن بقية خلفاء الدولة الاموية . قال … أن محمدًا صلى الله عليه وسلم بُعث “داعيًا وليس جابيًا. لم يعجب كلامه الامويين . مات وهو لم يبلغ الاربعين بعد أن حكم سنتين وخمسة اشهر موته كان ،،غريبا ،،. قبله قتل الحسن ابن الامام على كرم الله وجهه بالسم الذي دسوه له بواسطة خادمه .
العباسيون اتوا الى الحكم لانهم من اهل رسول الله . اعلنوا عن تشيعهم وحقهم في الانتقام من الامويين . العباسيون اذاقوا العلويين ظلما اكثر من الامويين .
وزير الحليفة العباسي ابن العلقمي هو الذي شجع المغول لاحتلال بلاد المسلمين وبغدا خاصة . بعد مذابح بغداد وخراب بغدا جعله المغول حاكما على بغداد . غنم هولاكو وقواد جيشه كل النساء الذهب الذي تكدس لانثر من 500 سنة . بل طمع الخليفة أن يبقي هولاكو على حياته ولهذا دله على ما عرف بنهر الذهب الذي كان مطوورا في الارض . لو أن الخليفة قد استخدم المال والذهب في اطعام جيشه ومواطنيه واستخدم الذهب في تحالفات وتسليح الجنود لما سقطت بغداد . الخليفة الذي كان السابع والثلاثين من خلفاء العباسيين سرح اغلب جيشه ولم يبق سوى 12 الفا فقط ليوفر المال . لو أن الخليفة قد تحالف مع الدولة الخوارزمية في الشرق والتي اكتسحها هولاكو وغيرهم من المسلمين لكان الامر مختلفا . في معركة عين جالوت حيث هزم المغول وبقيادة السلطان سيف الدين غطز لأنه قاد جيشا قويا متماسكا . يقول الخبراء الجيش يسير على معدته . هذا يعني الطعام الرفاهية من ملبس سلاح ومعينات .
الاريتريون جندتهم ايطاليا للحرب بجانبها . بعد اصطدامهم بالسودانيين وبعد هزيمة ايطاليا , تعجب الجنود اللارتريون من تسليح وملبس قوة دفاع السودان مرتباتهم والاحترام الذي يعامل به الضابط البريطاني الجنود السودانيين .
جنود الخليفة المستعصم كانوا فقراءا يتسولون في بعض الاحيان .
لو أن المغول لم يحتلوا بغداد لما انتشر الاسلام الى مشارف موسكو. المغول اعتنقوا الاسلاموبعد ثلاثين سنة من سقوط بغداد السلطان محمودغازان المغولي هو من نشر الاسلام . والمغول المسلمون هم من نشر الاسلام في الهند . تاج محل الذي يعتبر احد معجزات الدنيا بناه السلطان المغولي المسلم شاه جهان كقبر لزوجته ممتاز محل .
،، الخليفة،، عبد الله التعايشي كان يحمل نفس العقلية التي حملها الجنجويد اليوم .قتل نهب اغتصاب . اذا كان الخليفة قد عامل المواطن ببعض المعقولية والاحترام لوقف السودانيون معه في معاركه الاخيرة . بعد سقوط امدرمان وجد البريطانيون 800 الف من الجنيهات الذهبية وغيرها. غطى هذا ما صرف على الحملة البريطانية وتبقى الكثير لبناية المنشئات دواوين الحكومة مساكن الجيش والاداريين الخ . هذا الذهب نهب في الابيض من الدولة والمواطنين من النساء والرجل . واخيرا لم يجد ود تورشين مكانا ليحتمي فيه . كل القبائل حتى التعايشة عانوا من بطشه .
بعد الوقوف في طوابير طويلة لايام وجمع امير بيت المال خالد كل الذهب المال. اجبر النساء لحل القرقاب وبنت الريف على حل السروال كما اورد يوسف ميخائيل الذي صار مقدما عند الخليفة في كتاب حياته . تكرر هذا في كل المدن والقرى . بعد مقتل غردون لم يتركوا مليما للدولة أوالمواطن . زعموا أن كل المال النساء وارو ح الرجال حتى الاطفال ملك للمهدي . المتزوجات اعتبرن غير متزوجات لان عقد زواجهن حدث قبل المهدية وكل عقد امتلاك قبل المهدي غير شرعي .كل المذاهب والكتب لم تعد صالحة بعد ظهور المهدي !!
ارتفعت اسعار الذرة عند اقتراب الجيش البريطاني لم يجد الكثيرون ما يأكلون وقد سبقت هذا مجاعات سنة ،،ستة،،والحروب العبثية التي استهلكت اكثر من 60 % من سكان السودان . بعد هروب الخليفة مخلفا حتى بعض زوجاته اللائي زاد عددهن عن السبعين. توفرت الغلال وهبط سعرها بطريقة غير مصدقة . بعض الذين سكنوا جيرانا مع صوامع الغلال التي تخص الخليفة كسروا الحائط وادخلوا الغلال الى منازلهم ب ،، الواسوق ،، مجرفة ضخمة من الخشب يديرها اثنان أحدهم يجر الحبل . لو أن ….الخليفة رحم الشعب السوداني ولم ينشر الموت من دارفور الى البحر الاحمر ومن حلفا الى جنوب السودان ، لوجد من يدافع عن حكمه . لو أن الخليفة لم يتخلص من كبار القواد مثل عبد الرحمن النجومي الذي ارسله لمصر في مهمة انتحارية ، الزاكي طمل الذي صار محبوبا لانه منع جنوده من نهب المواطنين وخطف حتى الدجاج قالوا …. الزاكي عدل والجداد قدل .وابو قرجة فاتح الخرطوم وامير البحرين ارسله الخليفة مسجونا الى الرجاف الى أن انقذه البلجيك . لم يجد الخليفة القائد الذي كان سيقود معركة كرري .
لو أن….الخليفة استمع الى نصيحة عثمان دقنة بالهجوم على الجيش البريطاني في الليل لكان للسودانيين فرصة في الانتصار . الظلام كان سيقلل من الفرصة تفوق الرشاشات او المكنات كما عرفها السودانيون في معركة النخيلة والمعارك السابقة .
لو أن …الحكومات الشمالية قد صرفت نصف المال الذي صرف على حروب الجنوب على تطويل الجنوب لصار الجنوب نعيما على الارض .ولتوفر المال للعلاج التعليم الصناعة الزراعة في الشمال. ولكان الجنوبيين يقاتلون اذا لوح الشمال فقط بالانفصال .واليوم يلوح ويتمنى البعض بانفصال اجزاء من السودان .
لو أن …الدكتور الوليد مادبو لم ….. يدق نسابتو ويقلع مرحاكتو….. القصد انه فرق عيشتو وانضم الى حكومة جوبا ، لفهمنا لماذا يملأ الاسافير كتابة والمحطات كلاما !!
لماذا يهتم الوليد ويكتب عن الخلاف بين التعايشي والميرغني…. في مقام الترجيح لا التسكين اسئلة حول معايير الاختيار لرئيس الوزراء في حكومة تأسيس المرتقبة . يا وليد حتى لو الحكومة دي بقت غزلا للهبايب ودريشا للركايب ، أنت ما كسرتا القحف .
شوقي