كيف نحمي سُمعتنا في الخارج

أوتاد
أحمد الفكي
ليس كل مثل حِكمة بل كل حِكمة مثل ، وخير ما استهل به هذه المادة رأس الحِكمة مخافة الله The beginning of wisdom is the fear of God المقصود بهذه الحِكمة أنَْ التقوى والاحترام لجلال الله هما أساس الحكمة الحقيقية، وأنَّ الخوف من الله يورث الإنسان الاستقامة في النية والقول والعمل.
من هذا المنطلق نجد في أمثالنا الشعبية الدارجة منها الإيجابي الذي يهدف للتطور و رفع الهِمم و البناء و منها ما هو سلبي أي مثل هدَّام يعمل عمل معول الهدم على شاكلة ( بلداً ما بلدك أمشي فيه عريان ) وهو عكس ( يا غريب كون أديب ) .
مع المثل الهدَْام ( بلداً ما بلدك أمشي فيه عريان ) نطرح السؤال كيف نحمي سمعتنا في الخارج ؟ وذلك بعد تفشي ظاهرة اللا مبالاة من بعض أفراد المجتمع السوداني في بلاد المهجر و الإغتراب ، علماً أنَّ سمعة الإنسان السوداني في بلاد الغربة قد إنطبعت بالإنطباع الإيجابي بسبب أوائل السودانيين الذي خاضوا تجربة الإغتراب الذين رسَّخوا الأخلاق الحميدة المتمثلة في الأمانة بكل ما تحمله كلمة أمانة و قد ظل و عاش هذا الإنطباع سائداً إلى وقتنا الحالي ولكن من منطلق لكل قاعدة شواذ و الكمال لله وحده ، ظهرت ظواهر سلبية من فئة من فئات المجتمع السوداني من الجنسين للأسف ضاربين بسمعة الإنسان السوداني عرض الحائط .
لذا على القائمين على أمر الجاليات في كل بلاد الإغتراب العمل على حد تلك الظواهر السالبة بكل الطرق التي تحفظ للسودان سمعته .
* التحية للبروف علي شمو :
في إحدى زياراتي للبروف علي شمو متعة الله بالصحة والعافية تناولنا دور الجاليات و منظمات المجتمع المدني التي ترتدي ثوب الدبلوماسية الشعبية و كيفية العمل على حد الظواهر التي تمس سمعة سودان العز و الكرامة ،ونعلم جميعاً انه من مؤسسي وزارة الإعلام في تلك الدولة التي عضت يد السودان ، ذكر لي إنه وقت أن كان في الإمارات قد أبلغه أحد المسؤلين في الداخلية أنَّ إمرأة سودانية قد نزلت في مطار أبوظبي لوحدها دون مُحرم معها ، قال أخذت المعلومات و ذهبت لها و سألتها عن سبب مجيئها فأجابتني أنها تريد أن تعمل ، فقلت لها لا لا هذا لا يمكن إطلاقاً وجودك لوحدك في بلاد الغربة يتعارض مع قيمنا و أخلاقنا لابد أن ترجعي السودان في ظرف اسبوع بعد أن قام بالواجب الإنساني تجاهها من حيث الإيواء ( المسكن) و شراء كافة ما ترغب من هدايا لها و لذويها وقطع لها تذكرة العودة للسودان معززة مُكرَّمة و كل ذلك خوفاً على سمعة الوطن ، التحية للبروف علي شمو على ذلك العمل الخالد ، و الشيء بالشيء يُذكر يجب على كل من يشعر بمسؤولية حب الوطن أن يعمل على محاربة أي سلوك سلبي يمس سمعة بلده عبر التواصل مع ممثلي الجالية التي في منطقته بدلاَ عن غض الطرف بل اتباعاً للهدى النبوي من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان .
* آخر الأوتاد :
ترند سوداني من البرامج الجميلة التي تُبث عبر الفضائية السودانية تقديم د/ محي الدين محمد محي الدين الذي يمتلك ناصية التحليل الجميل .
اللهم احفظ السودان و انصره على مليشيا الجنجويد و أنعم على أهله بالأمن والأمان و الرفاهية .