تقارير وحوارات

طرقتُ أبوابَ المنظمات السودانية والاسلامية في القاهرة وحتي الكنيسة طرقتُ بابها

بقلم/محمدعكاشة

لعنَ الله الحربَ ولعنَ من أوقدَ نارها.
كانَ رجلاً ميسوراً محظوظاً بمهنةٍ تُدرُ له عائداً يتصدقُ ببعضهِ علي بعضِ أهله الذين يكادُ الفقرُ يعقدُ معهم حِلفاً عضوصاً.
ثم هو يتزوجُ امرأةً كريمةً لطالما أكرمتنا ببيتها بما لذّ من أطايبِ الطعام وكلاهما يحتفي بالضيفِ مِتل عيد الضحية البفتحولوا البيت.
الرجلُ ينزلُ المعاش قبلَ بضعةَ سنوات ليتجرَ ببضاعةٍ مزجاة بين مصر والسودان تجارةً ذاتُ عائدٍ يكادُ يُقيمُ أودهما معاً هو وزوجتهُ التي لم تنُجب وظلت علاقتهما حالةُ عشقٍ ووفاء لثلاثةُ عقود.
الرجلُ وزوجهُ يهبطانِ مصرَ بعد الخامس عشر من أبريل المنصرم يعزُ عليهما مُبارحةُ أم درمان الحبيبة.
قَضيا الأشهرَ الستُ الفائتةُ في كبدٍ لأكابدَ معه بعضُ الدعم من الاصدقاء المُشتركينَ سِيما والعلةُ والسنين يَفتان عضدُهما.
بالأمس القريب يرنُ هاتفي ليُشجيني ويُجري مدمعي ليضطرُني للكتابة في العلن والحربُ تفعلُ فَعلتها في الكثيرين من أهلي وأهل السودان والجنجويد يقضون علي الأخضر واليابس الأنجاسُ المناكيدُ.
صديقي الموسومُ بروح الفكاهة والسُخرية اللاذعة يعرفُ اعجابي بالزعيم عادل إمام ومُتابعتي لتجربته وأعماله الفنية.
هو يقول لي بصوتٍ خفيض مكبوت:
انا عارف إنك بتحب الزعيم وأفلامه خُصوصاً حسن ومُرقص.
قلتُ له: بالحيييل.
حَسن ومرقص عملٌ ابداعي عميق المُعالجة لقضية الطائفية الدينية في مصر وتعميقٌ لأهمية التعايش الديني في ظل دولةٍ تجعلُ المُواطنةُ الحَقة أساساً معيارياً للحقوق والواجبات.
صديقي يقولُ لي:
ضاقت علي الدنيا بما رحُبت..طرقتُ علي استحياءٍ رغم مرضي أبواب المُنظمات السُودانية والجمعيات الخيرية الإسلامية في القاهرة ولا مناص.
قال لي:
مُتذكر في فلم حسن ومرقص والشيخ حَسن العطار حين جاءهُ أهلُ المنطقة يرجون بركة دُعاءه كلٌ في حاجته.
قلت:
نعم..انا حافظ حِفظ صَمْ وبالذات السيّدة التي جاءتهُ تطلبُ بركتهُ للإنجاب وقالت بأنها طرقت أبوابِ الصالحين والقباب في مصر والعارفين ولم تتُرك شيخاً إلاوذهبت إليه حتي القسيس طرقتُ بابهُ.
ضحك رغم مايُعانيه من أمراضٍ مُتزاحمة وهو يكملُ..ياعُكش أنا شرحهُ..فإن جاري المَسيحي الودود الذي تعرفُ فضلهُ ولطُفهُ دلني علي القسيس وكنيسة ساندرو تُقدمُ دعماً مُعتبراً للمُحتاجين وأنا الآن ببابه.
للذين يفعلونَ الخيرَ يُوافونني علي الخاص ومن يفعلِ الخيرَ لايعدم جوازيَهُ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى