
بقلم/محمدعكاشة
رحل مولانا غازي سليمان المحامي.
كنا صغاراً في حي العباسية وهو محط أنظارنا.
كان رجلاً كريماً متلافاً..ناديّ الأعطاف.
صميمٌ لا يخشي الفقر..بسامَ العشيّات الوفي.
أجريتُ معه حواراً صحافياً لاصدارة (ظلال) منتصف التسعينات.
زُرته بمكتبه لأحددَ موعداً..وهو يسألني عن أهلي وناس العباسية ومسيد جدي الشيخ الزين ود الفكي إبراهيم.
ويسأُلني عن عمنا الباحث الطيب محمد الطيب صاحب (المسيد) و(الانداية ) والعطاء المُمتد عبر برنامج صور شعبية.
قُلت له :-
(عم الطيب ناوي يزورك بس بدون تحديد موعدلانو قال هو خَابرك زول تِلب وبتعمل سُوات أبواتك ديييك..ناس حامد اب عصاةً سيف..)
ضحك ضحكته تلك ورده المتوقع :-
(علي الطلاق إنت والطيب هسع بدون مواعيد تجوني في ليل او نهار عليّ الطلاق أضبح ليكم…)
الحوار تناول تجربته في المحاماة وفي السياسة وعن دوره في حركة النضال الاريتري.
تلك حقبةٌ يمتنُ لها بالكثير الذي أفاده في مسيرته وجعله أكثر ارتباطاً بالوطن وأهله.
كشف خلاله حول عُمق الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تصلنا بدول الجوار هذي.
تحدث عن أن رجلاً مثل الموسيقار محمد وردي هو أحد الركائز التي تُعمق تلك الصلات وأن الفنون هي أكثرُ حوافز تعزيزها.
تحدث عن أسرته وأبنائه وتربيتهم علي الحرية والايثار ونكران الذات.
غازي في حوار آخر في العام ألفين وسته في فضائية النيل الأزرق عبر برنامجي الرمضاني (طَوّل بالك) الذي كنت اقوم بإعداد وتقدمه الزميلة عفاف حسن أمين.
جاء غازي للاجابة دون خوفٍ علي كل الاسئلة الموضوعة في صورة اتهامات واستطاع الاجابة عليها وقد أغلظّ الحلف بالطلاق في بعض إجاباته علي الاتهامات وفي سؤالٍ له حول حلفه به قد يشكك في صحة بعض حديثه
أجاب ..علي الطلاق أم النصر بتي بتحلف بالطلاق.
عندها كتب الدكتور عبد اللطيف البوني عن (حلفان) غازي بالطلاق علي الهواء مباشرةِ مقالةً طريفة.
رحل رجلٌ شُجاعٌ في حياته وفي مواقفه.
هو في وقتٍ بالغ الدقة حاول ابتدارَ أول جولةِ تفاوضٍ مع الدكتورجون قرنق دي مابيور من داخل الخرطوم عبر الهاتف في ذلك اليوم المشهود بمكتبه.
الجمعة السابع من فبراير 2014م نعي الناعي غازي المحامي والزعيم لتحتشد مقابر البكري برهطٍ عظيم من الناس أتوا لتشييعه والدعاء له.
شيعه خلقٌ كثير من السياسيين والقانونيين والاعلاميين وعشيرته الأقربون والهادي الضلالي.
الهادي نصرالدين ونحن بانتظار وصول الجثمان الي مقابر البكري حدثني عن غازي
وقوة عارضته لأجل الحق وعن والدي وحديث آخر عن (الاستاذ) محمود محمدطه في بحثه عن الحقيقة :-
(شوف انا بعرفو قبل أكثر من خمسين سنه.
أو أقول ليك زرته سنة 1955 في منزله في بيت المال وترددت عليه بعد داك في الدار بالموردة.
انا مشيت ليهو لاني زول باحث عن الحقيقة ولقيتها تب عندو..
أنا مرتبط بيهو من يوميها وحتي رحيله الي ملك الملوك..ولازلت…
شوووف الناس ديل هم البيوصلو..اسمع كلامي ده كوييس )
رحم الله الاستاذين محمود وغازي وعمنا الهادي رحمهم رحمة واسعه.