تقارير وحوارات

مُضوي أحمد عثمان..إستدعاءُ الموروث القِيمي

أحد رواد(سيلاً ) البارزين بالتريس-له الرحمة والمغفرة
ووجوبُ إستدعاءِ ذلك الموروث القِيمي

بقلم/الأمين جاه الله

كثيراً ماراودتني نفسي عن الكتابة عن بعض الموروثات القيمية والدينية والثقافية والشعبية ، وهي تلك الكرامات التي يقوم بها الأهل ، وهي ماعرفت عندهم ب (سيلاً) استمطارا لرحمة الله ، وقد فُجعنا فجر الثلاثاء برحيل أحدُ شُخوصها البارزين والذي رأيتهُ عندما تفتحت عيني وبدأت أعي الأشياء وأتذكرهُ تماماً وقتها ، وهو الخال العزيز له الرحمة والمغفرة الفقيد/ مضوي أحمد عثمان فضل الله.
وكثيرون يجهلونَ صلة الرحم وحساب النسب والذي يتوجب معرفته امتثالا لهذا التوجيه النبوي (تعملوا من انسابكم ما تصلوا به ارحامكم) ، فالفقيد له الرحمة والمغفرة – لمن لا يعلمون فهو :
مضوي أحمد عثمان فضل الله
وشخصي
الأمين جاه الله يوسف مضوي
(مضوي وفضل الله أخوان أشقاء) ووالدتهم بت أبو سبيب ست الحفير المشهورة واسمها (دار السلام) ومن هنا فهو أخ هذا من جانب.
ومن جانب آخر فهو خال إبن عم للوالدة :
١/مضوي ٢/أحمد ٣/عثمان ٤/فضل الله
١/أم عجب ٢/نوح ٣/عثمان ٤/مضوي
(فضل الله ومضوي أشقاء) ، ومن جانب آخر برضو خال :
١/مضوي ٢/أحمد ٣/عثمان ٤/فضل الله
١/أم عجب ٢/نوح ٣/أم عشي ٤/فضل الله.
وقد كان له الرحمة والمغفرة من أهل السرائر الصافية النقية تجدهُ ضاحكاً مبتسماً وكثيراً ما يميلُ إلى بث روح الدعابة والضحك ، فوق ما عرف من صرامة فيما يقتضي ويتطلب الصرامة – فيارب كما أفرح الكثيرين في دار الدنيا بالكرامات والمرح فأفرحه في دارك والتي نزل إليها بسوحك وجوارك ، وأنت خير منزول به يارب العالمين.آمين.
وقد كان يدرك بالفطرة السليمة والسوية قيمة الصدقة أو الكرامة وما يقوم به من تلك العملية (سيلاً) – كما كان يدرك تمام الإدراك بأن الملائكة تدعو بالخلف لمن أنفق وتصدق (اللهم أعط منفقا خلفا) وبذلك يستمطر رحمة الله بدعاء الملائكة الكرام البررة.
وأذكر وإلي عهد قريب أنه كان يدخل البيوت بيتاً ، ويذبح مايجده من بهيمة كبيرة كانت أم صغيرة إلي درجة الدجاجة أو الديك أو حمام حتي ، بنية الفرج ، وإزالة الكروب ، والتفريج على العباد والبلاد ، وطلباً للغيث عند إنقطاع المطر وإنحباسه – لما له من أثر كبير في حياة الناس وهذه من الموروثات الدينية والقيمية والثقافية والشعبية التي يفعلها ويدعو لها ويدخل مقدار ما يدخل من البيوت ويذبح مايذبح فلا أحد يعترض علي فعل فعله ولم فعله ، فقد كانوا جميعا عليهم الرحمة والمغفرة يسعي بذمتهم أدناهم وهم يد علي من سواهم.
وهنا أذكر كيف كان جمع مقدر من الأهل يقومون بتقديم واجب العزاء في القري المجاورة عندما كانت العربات قليلة وفي تعاون تام يقولون (الماعندو حق الواجب جلابيتو واصابعيهو العشرة) ويعيشون تلك المعاني من الروائع : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
وأرجي الصدقات والكرامات عند النوازل ولعل من أشدها منع القِطر والغيث والمطر وهي من الأوقات التي يرجى فيها القبول فتكون الصدقات أشدُ وأعظمُ أجرا وهي تدفع النغم وتأتي بالنعم وتدفع البلاء وتسد سبعون باباً من السوء ، كما تنجي من الكرب وترضي الرب كما تدفع البلاء وتستنزل الشفاء وتطفيء الخطيئة وتقي مصارع السوء وتظل صاحبها يوم القيامة.
كما وأن مع المسارعة في الخيرات دعاء هو أحظي بالقبول وهي قولهم : كرامة وسلامة ، كرامة تكف البلاء ، وتنزل الرحمة وتجيب المطر وكل الخيرات بأن تصلي وتدعّ تقرأ القرآن وتدعُ وهكذا ، وعملية (سيلاً) هذه – أحسب أنها نوع من المسارعة في الخيرات وكأني بالفقيد وجميع أبناء جيله من الأهل بالتريس بريف أم درمان الجنوبى وغيرها يدركون تلك الآية : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين).
والخال/ مضوي أحمد عثمان فضل الله – إلي جانب جديِّ/ عبدالله أحمد العشاري مضوي – لهما الرحمة والمغفرة كانا ضمن تيم من أهل الخبرة والمعرفة والدراية بأمور كثيرة ويتعبران من أهم المراجع الأهلية والذاكرة الشعبية ، لما يتمتعان به من معلومات ذاخرة ووافية وتأريخية ، وقد اعتمدتهما الدولة رسمياً إلي آخرين كعريفين بشأن الأراضي التأريخية وبرحيلهما فقد انطوت مراحل عديدة وصفحات كبيرة من تأريخنا ، فيارب ارحمهما رحمةً واسعة في شهر الرحمات شهرك المبارك.
وهنا دعوني أقول : ينبغي علينا أن نستدعي ولو اليسير من تلك المعاني والقيم التي عاشها الآباء والأجداد ومضوا إلي الله وهي مركوزةٌ فيهم ، ويارب رحمتك ومغفرتك وأعلى جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (للخال مضوي) ولجميع مواتنا وارحامنا وموتي المسلمين…آمين 🤲

ب✏الأمين جاه الله…

الأربعاء الموافق
29 مارس 2023م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى