مقالات
أخر الأخبار

مُحمَدعُكاشة يكتب:- لوكان القُنصل الأمريكي من أولاد شيكاغو أو من (شفوت ) ديترويت أو من(فتوات ) واشنطن دي سي فأنا ابن ام درمان حي العباسية

 

بقلم/محمدعكاشة 

وفي مواسم الهجرة إلي أمريكا
..
منتصف يوليومن العام الماضي أعلنت السفارة الأمريكية بالخرطوم إستئناف منح التأشيرات من مقرها بعد توقفٍ دامَ لعقدين كاملين.
مَطلع التسعينات عند هَبة (الإنقاذ ) الأولي حالةُ استعداءٍ لاحد لها شهدتها العلاقات الخارجية مع الدول ولقدكان نصيبُ الدولة العظمي وافراً أسفرَ عن فظاظةٍ وغلظةٍ للحدالبعيد من قِبل المسئوولين في النظام وفي وسائل الإعلام ومن خلال الشعارات والتعبئة السياسية حتي قامت قرية ( أم طرقاً عُراض ) بتحذير أمريكا للمرة الأخيرة.
اوائل التسعينات وكنت غَض الإهاب وفي شرخ الشباب الأول..شوف شرخ دي…كنتُ فتيً طَماحاً مُتوثب الآمال مُتطلع ٌإلي الهجرة إلي امريكا وعوالمها وتمثال الحرية ذاته.
لم اترك سبيلاً لدخول مبني السفارة الامريكية الا وسلكُته ولأني كنتُ موصولاً بالصحافة لدا البدايات فلقد جمعتني الظروف وبعضَ الأصدقاء بملحقها الثقافي والاعلامي والذي كانت تربطهُ بشيخ طريقتنا السمانية البروفسورحسن الفاتح قريب الله روابط وحوارات.
لقيته وبثثُته رغبتي ولقدكان رجلاً حفياً بالسودانيين سمحاً مِرحاباً.
الرجل مضي فوراً إلي دعوتي لمبني السفارة وأجري معي تحقيقاً اوليّاً لطلب التأشيرة وأوصي المسئول من فوقه بي خيراً.
المُوصي بي كان (أخَدر ) الجِلدة من بيت العرب وقديكون في النسبة صهراً ونسباً غيرأنه كان ماكراً مُتحذلقاً ومُتعالياً.
خرجتُ من (تحقيقه ) وأعلم النتيجةَ مُسبقاً سوي أنني لم أُقَصر قط في (الغتاته ) معه..يقصرالملح ..فإن يكُ هو من أولاد شيكاغو اومن (شُفوت ) ديترويت أو من(فتوات ) واشنطن دي سي اومن أزقة وحواري هارلم فأنا ابن ام درمان حي العباسية العريق..ودقلبا…قال امريكي قال.
خرجتُ من عنده ومُذاك طاشت من يافوخي فكرةُ أمريكا الحُلم والوطنَ البديل وغدوتُ إلي مُكابدة المُكوث بوطني رغم عذاباته ومُرِ جفاه.
بعد أكثر من عشرين عاماً تتجددُ فكرة الهجرة مرة أخري من قبل أبنائي أحمد..أواب وخالد…وهنا أرد الأمر إلي( الجينات) الوراثية ومن يُشابه اباه في شبابه فماظلم.
هؤلاء الاشاوس بذلوا جهدهم بمعاونة آخرين للتقديم للوتري وألحّوا علي إلحاحاً لأخذ الصورة وكتابة بياناتي وهم يطّلعون علي عوالم الولايات الامريكية أكثر مني وساعدوا إطلاعهم هذا خطوة بمحاولات مُتعثرة لتعلم الإنكليزية علي (لكنة ) الأفلام الأمريكية وهم علي أملٍ كبير أن تنجح محاولاتهم ولأن الحوار معهم ديمقراطيا فهم يتطلعون إلي مستقبل أفضل في التعليم والرفاه الاجتماعي وإرتياد آفاق جديدة وذا من حقهم.
هؤلاء من ولدوا في حقبة ثورة الإنقاذ التي ناصبت أمريكا العداء وواعدتها بدنو العذاب.
ليسوا هم وحدهم -أبنائي- من يرغب بالهجرة إلي امريكا وإنما هنالك شرذمة كثيرون من زملاءهم واندادهم يرغبون.
أولاء لوحالفَهم الحظ سوف يُهاجرون وسيبقي شخصي الضعيف بوطن (الجُدود) ولسوف أتجهُ إلي الريف الجنوبي قرية التريس مَهد آبائي (الفضلالاب) حيث دفء الأهل والعشيرة إذ ورثَ أبي عن أبيه قطعةَ أرضٍ علي حفافي النيل ولأحَملن إليها كراكيبي وكتبي وأُعيد قراءة (نهاية التاريخ ) لفرانسيس فوكوياما وأتطلعُ بعدها إلي فوز السيدة هيلاري كلينتون بالرئاسة لتعمل علي تحسين العلاقات بين البلدين ووقف العدائيات وإنهاء الحظر ورفع العقوبات الإقتصادية وأن تفتح باب سفارتها بالخرطوم للمهاجرين ضلفتين دون صلفٍ أوتلجلج.
————————-
صحيفة أخباراليوم-
الاربعاء10 أغسطس2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى