ثقافة وفنون
أخر الأخبار

عادل إبراهيم محمدخير خريج كلية الفلسفة ومصحة التجاني الماحي كاتبٌ عظيم يستحق أن نصنع له تمثال

بقلم/محمودميسرة السراج

(بمناسبة مرور ثلاثين عاما على أول لقاء طلب مني صديقي الاعلامي والدكتور الصيدلاني محمد الوسيلة أن أكتب له عن رفيق المشاوير الطويلة وتوأم الروح عادل ابراهيم محمد خير.. كتبت اسطر قليلة على أمل ان يتكرم زوار هذا البوست باضافة ما يذكرونه من اعمال للمؤلف الكبير وما يستحضرونه معه من طرائف ومن ذكريات)

 

#الشبح

خريج كلية الفلسفة ومصحة التجاني الماحي على حد سواء، كان هو الحكاي النموذجي في بلدنا ولا يزال…تعود منذ ان كان طالبا في المتوسطة والثانوي ان يأتي بحكاياته الى الاذاعة السودانية فيخرجها له كبار مخرجي الاذاعة كصلاح الدين الفاضل ويقوم بالتمثيل فيها كبار الممثلين كمحمد خيري احمد ومكي سنادة وليلى المغربي..

التقينا وجها لوجه لأول مرة في محطة سكة حديد بحري.. كان رهط كبير يستقل القطار الى بورتسودان حيث سيتم تصوير اول فلم سينمائي له وسابع فلم في تاريخ السينما السودانية.. الفلم اسمه ” ويبقى الأمل” وكاتب القصة والسيناريو هو عادل ابراهيم محمد خير والمخرج هو عبد الرحمن محمد عبد الرحمن اما الممثلون فكثيرون منهم عوض صديق وعيسى تيراب والسر محجوب وياسر رضا وآخرون واخريات.. كنت ممثلا في الفلم وكذلك مؤلفا لموسيقاه وكان ذلك في شتاء عام ١٩٩٢.. ومنذ ذلك التاريخ لم نفترق قط، انا وعادل ابراهيم محمد خير..

على مدى ثلاثين عاما لم يتوقف الشبح عند الكتابة.. نعم، لقد صار شبحا..

أجمل المسلسلات التلفزيونية كاتت بتوقيعه، ابتداءا من الشاهد والضحية وقبلها تلفون القلوب الى دماء علي البحر والوجه الآخر للحب ومشوار الدم وأمونة وحسن وغيرها.. وكذلك اجمل الافلام، مثل ثلاثية المشي فوق سطح الماء وعبير الازمنة وكلام الطير وتكلم الحجر وافلام عبرت الذاكرة واخرى لا يعرف احد مصيرها الآن – للاسف – مثل فلم المصارع..

وكذلك اجمل المسرحيات التي احتفى بها جمهور السودان كانت بتوقيعه، عنبر المجنونات، ضرة واحدة لا تكفي، خالي شغل، الانجليزي الاسود، طيور بلا أجنحة، الجنرال في متاهته، وغيرها وغيرها اضافة الي عشرات الافلام والمسلسلات الاذاعية..كما قام عادل ابراهيم بتأليف مئات النصوص الشعرية التي تحولت لاغاني، بعضها تم تقديمه من خلال مسرحياته وافلامه واخرى تضمنتها البومات المطربين والمطربات..

على مدى ثلاثين عاما من معرفتي بصديقي “الشبح” شاركت بالتمثيل وتأليف الموسيقى في معظم اعماله، بعضها خرج الى المشاهد وبعضها لا يزال حبيس الادراج..اطلق النقاد على هذه العلاقة اسم الثنائية وكان لازما أن يتم التمييز بيننا فاطلقوا على عادل اسم “الشبح الكبير” وعلي انا اسم “الشبح الصغير”.. هكذا صرت شبحا انا الآخر.

الشئ المؤكد ان ما يقبع في درج استاذنا الكبير عادل ابراهيم محمد خير من نصوص ومسرحيات ومسلسلات تلفزيونية وافلام، هو اضعاف أضعاف ما قدم له.. عادل هو عنوان الصراع بين تمرد المؤلف وطموحه وانتاجه الغزير وبين ضعف مؤسسات النشر وعجزها وبيروقراطية الاجهزة الاعلامية وشح ميزانياتها..

تعودنا باستمرار ان نشير لاحد الاشخاص بأن فلان لو ولد في اي بلد آخر غير السودان لاقيمت له التماثيل.. اعتقد ان الشبح عادل ابراهيم محمد خير هو ذلك الشخص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى