أعمدة

عبدالحفيظ مريود يكتب:- هل تستطيع الدكتورة مريم الصادق المهدى أن تحبس لسانها داخل فمها لبعض الوقت؟

بدون زعل

بقلم/عبدالحفيظ مريود

إلى المنصورة مريم الصادق:

هل جنت على نفسها براقش؟

 

الصحافى الأمريكي يحاور الإمام الخمينى، قدس الله سره، فى مدينة قم. يلاحظ أنه – حين تم إدخاله إلى الصالون – أن الخميني لم يكن موجودا..جاء بعد دقائق من جلوس الصحافى على الأرض.. الصالون جلسته أرضية. لم يصافحه، يدا ليد..لم ينظر إليه…طوال المقابلة..يجيب على أسئلته وهو ينظر إلى السقف..

إيران تواجه وضعا دوليا دقيقا، وأزمات داخلية، تحتاج معارف نوعية ترتبط بالعلاقات الدولية، الإفتصاد، وغيرها..وأنت – فخامتكم – لم تدرس ذلك، فقد ظللت طوال حياتك فى الحوزة الدينية، فكيف ستتعامل مع ذلك؟

شايفة كيف؟

والخمينى لا ينظر إليه، أيضا. يجيب بهدوء قاتل..” وهل درس الرئيس الأمريكي كل ما ذكرت وتخصص فيه؟ لا أعتقد ذلك..وأنا – هكذا – أفصل “..

حين انتهت المقابلة لم يودعه..نهض من مجلسه وذهب. لملم الأمريكي اوراقه وجهاز التسجيل، وحيرته – وهى الأهم – وذهب.

حين كان يقيم بضاحية نوفل لوشاتو، قريبا من باريس، منفيا، من نظام الشاه، سمع بأن زعيم الطريقة التجانية فى العالم، وصل باريس لإجراء عملية جراحية..قام بزيارته، يحمل باقة ورد وعلبة من الحلوى..حين خرج قال زعيم التجانية ” لو انه واصل فى الأوراد التى يواظب عليها، إلى نهاية حياته، لحكم العالم ، أجمع وليس إيران وحدها”.

لكن جدك – محمد أحمد المهدى، قدس الله سره – كان يجالس بعض الأوربيين. من رجال المخابرات، السلك الدبلوماسي، ويقرأ كتب ما بعد الحداثة، مستقبل الاقتصاد السياسى، ويتعمق فى بحوث الليبرالية الجديدة..ذلك هو ما جعله ينجح فى حصار الأبيض، ويقتنع – لاحقا – بعروض الجنرال غورودن بأن يتم تعيينه ” حاكما على الغرب”، كردفان ودارفور، تاركا أمر الثورة وطرد المستعمر..فأنجزت الكونفدرالية، على أكمل وجه، ظل غوردون حاكما للشمال والوسط، وبعض أجزاء شرق السودان، فيما تولى جدك حكم الغرب، حتى قام الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش، بإنقلابه فى الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١م.

شايفة كيف؟

هل تستطيع الدكتورة مريم الصادق المهدى أن تحبس لسانها، داخل فمها لبعض الوقت؟

أراهن أن ذلك من المستحيلات..

الدبلوماسيون فى الخارجية، يؤكدون أن لم يعبث أحد بوزارة الخارجية، كاسرا تقاليدها، بمثل ما فعلت المنصورة، حين صارت وزيرة لها. تدخل الاجتماعات بحرس خاص من الحزب، وليس الدولة..تخرج ملفات من الوزارة إلى الحزب، لتجرى معالجتها هناك..تستقبل – وهى الوزيرة – قائما بالأعمال فى مطار الخرطوم..تعوس عواسة من وجد عجينا فى جرار عديدة، ولا يسأله أحد..ولم يقل لها أحد ” إنك طبيبة لا علاقة لك بالخارجية، أو السياسة.”…كما لم يقل أحد لجدها ” إنك صوفي فلازم أورادك..لأن دور الصوفية لا يتناسب مع السياسة”..كما فعلت هى ” ناصحة” الشيخ الطيب الجد…

سألت سفيرا نحريرا، بالخارجية، حين تم إعفاء على كرتى وتعيين إبراهيم غندور ” مبروك ياخ الوزير الجديد…رايك فيهو شنو؟”. أجاب، وهو يتابع شاشة أمامه :” على الأقل جابو لينا زول بعرف إنجليزي ياخ”…ولو رجعت سألته حين أعلنوا المنصورة وزيرة لما تمكنت من نشر تعليقه، هنا، على الأقل..

شايف كيف؟

علمانية حزب الأمة والأنصار، وبيت المهدى بدأها السيد عبد الرحمن المهدى..عززها السيد الصادق المهدى، بأن يستخدم ” إمامة الأنصار” متى كانت ضرورية للكسب السياسى..رافلا فى تناقضه الوفير، حتى لقى ربه..وعلى أحد ما أن يستأنف مسيرة التناقض الكبرى للحزب الأكبر فى السودان..على أحد ما، داخل حزب العجائب أن يفتح فمه ليتحدث فى كل شيئ، فيما الحزب نفسه لا يفعل شيئا، ولا يفكر فى شيئ..

والمنصورة بعلمانيتها الجديدة ستحصر ” دور رجال الطرق الصوفية”، بموجب مخرجات ورشة دار المحامين..فى كتابة المحاية، والإرشاد وتوفير المهيوبة للمريدين..

هل يمكن أن يكون محمد أحمد المهدى، أكثر حداثة وفهما للأدوار الوطنية، الإجتماعية، السياسية لرجال الطرق الصوفية من أحفاده المستنيرين؟

نعم…

فيما يفشل حزب الأمة فى القيام بدور ناجز وحقيقى فى أزمات البلاد، وتقوده – على ترهل جسده، وعجيزته الضخمة – أحزاب صغيرة بائسة ليوقع هنا، يحتج هناك، يشعل إطارات فى أى شارع، فإن صمته خير من نطقه..يبادر الشيخ الطيب الجد، يبادر ناظر عموم البنى هلبة، يبادر سلطان كيجاب، يبادر الفنان محمد الامين، فهو حقهم..تبادر ندى القلعة، ناظر البطاحين، حسن تسريحة، فذلك مما يصب فى مصلحة السودان، وهو فعل ضرورى وواجب لأن الأحزاب لم تعد تعرف ماذا تصنع، لم تعد تجترح حلولا…عقمت أرحامها عن الإنجاب. ” شخصيا لو قدمت ندى القلعة مبادرة، سأكون الأمين العام للمبادرة، حتى لو لم يرشحنى أحد”..

شايفة كيف؟

ملحوظة:

الصورة للثورة المهدية فى بدايتها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى