مقالات

السلم التعليمي الجديد ما بين المرحلة الابتدائية والمتوسطة

بقلم : أمير احمد حمد

قررت وزارة التربية والتعليم منذ نهاية عهد الانقاذ العودة إلى السلم التعليمي الذي سبق مرحلة الأساس الحالية وهو إعادة المرحلة الابتدائية والمتوسطة بادارات منفصلة ومما لا شك فيه أن لمرحلة الأساس العديد من الإيجابيات وكذلك العديد من السلبيات ولكن يبدو أن السلبيات قد غلبت على الإيجابيات ولذا كان هذا القرار العودة إلى السلم القديم وفي هذا المقال سوف اتناول هذا الموضوع من عدة زوايا

اولا ماقبل دمج المرحلتين كانت مدارس الابتدائي في عدديتها أكثر من المدارس المتوسطة بحيث توجد مدرسة واحدة فقط تستوعب تلاميذ خمس اوست حارات بينما المدارس الابتدائية موجودة في كل الحارات عدا القليل جدا
ثانيا عندما تم دمج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة أصبحت المدارس الابتدائية هي المحور المكاني الذي قامت عليه مرحلة الأساس وتم بناء الفصلين السابع والثامن داخلها بينما جففت مدارس المرحلة المتوسطة وبعد تجفيفها بعضها تحول إلى مدارس ثانوية وبعضها استغلت كدواوين حكومية وبعضها للأسف تم بيعها استثماريا
وحتى يتم فصل المرحلتين لابد من إيجاد مدارس تستوعب المرحلة المتوسطة اما عن طريق بناء مدارس جديدة وهذا يصعب في الوقت الراهن أو تحديد مدارس بعينها لتكون محور مكاني للمرحلة المتوسطة وذلك عن طريق دمج بعض المدارس في الحارة الواحدة وتخصيص الأخرى التي افرغت لتستوعب تلاميد المرحلة المتوسطة أو قسم المدرسة الأساسية إلى جزءين أن كانت مساحتها تسمح بذلك مع الوضع في الاعتبار إمكانية قسمت المنافع من حمامات وغيرها ويبدو أن الاقتراحين الآخرين هو الأقرب إلى التنفيذ في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبه التي بها البلاد وسوف تصبح مشكلة إيجاد مباني للمرحلة المتوسطة أوضح واكبر في العام الدراسي ٢٠٢٣ /٢٠٢٤ اذا لم يتدارك أمر القائمين بالتعليم هذه المعضلة باعتبار العام القادم يمكن للمدارس الابتدائية أن تستضيف الصف الثاني المتوسط باستغلال الصف الثامن المجفف
ويمكن حل هذه المعضلة زيادة على الجهد الحكومي الاستعانة بالجهد الشعبي الذي لعب دورا كبيرا في تأسيس الكثير من المدارس
اما الزاوية الثانية في هذا المقال هو محور المعلم الذي تقوم عليه العملية التربوية
اولا معلوم للجميع مرحلة الأساس تم فيها دمج معلمي المرحلتين الابتدائية والمتوسطة علما بان مدخل الخدمة لمعلم ي المرحلتين هو الشهادة السودانية وبعد التدريب أصبح معلم الابتدائي تدريبه عام (كل المواد) بينما معلم المتوسطة أصبح تدريبه (تخصصي) في مادتين ونشاط مصاحب للمادتين ورغم التباين في التدريب نجد التفاني والإخلاص كان ديدن معلم الابتدائي مع زميله في المتوسطة داخل حقل الأساس ولكن الحق يقال معلم الابتدائي تفاعل مع هذه المرحلة أكثر من معلم المتوسطة باعتبار أنه يقوم بالتدريس في الفصول الدنيا والعليا بينما اكتفي بعض معلمي المتوسطة بتدريس الفصول العليا (السابع والثامن) فقط وهذا بسبب التخصص
وقد أصبحت مرحلة الأساس واقعا ملموسا منذ عام ١٩٩٤ إلى العام السابق الذي ظهرت معالم الفصل بين المرحلتين وخلال هذا الفترة التي تجاوزت ربع قرن من الزمان تم تعيين عدد كبير من المعلمين بعضهم بالشهادة السودانية وبعضهم بالشهادة الجامعية والتي أصبحت المدخل الوحيد للخدمة منذ عام ١٩٩٧ أو ١٩٩٨ وللأسف معظم الذين تم تعيينهم غير خريجي تربية وبهذا يمكن حصر الكادر البشري التعليمي داخل مرحلة الأساس في الآتي
١/معلم المتوسطة
٢/معلم الابتدائي
٣/معلمون لم يدركوا المرحلة المتوسط والابتدائيةوهم الذين تم تعينهم بعد الدمج
ملاحظة جديرة وهي هنالك معلمون في المتوسطة والابتدائية تم تعينهم قبل دمج المرحلتين ولكنهم لم ينالوا تدريبا لا في المعاهد المتخصصة لتدريب المرحلة الابتدائية ولا المعاهد المتخصصة للمرحلة المتوسطة نسبة لإلغاء معاهد التدريب بل نالوا تدريبا جامعيا تخصصي في مواد بعينها (بكالريوس الأساس)
والملاحظة الأجدر بالاهتمام أن عدد المعلمين المنتسبين للمتوسطة سابقا والابتدائي كذلك ومازال عطاوهم مستمرا أصبحوا اقلة لعوامل عدة أهمها الإحالة للمعاش أو ترك الخدمة ولا يمثلون اكثر من عشرين في
المئة أحدثهم في التعيين الان صار مديرا أو موجها
ولذا يجب على وزارة التربية والتعليم خاصة في تقسيم المعلمين بين المدارس الابتدائية والمتوسطة وضع هذه المعايير الخاصة بنوعية المعلم وتدريبه والتي ذكرتها أعلاه في الاعتبار وان تكون معايير تقسيم المعلم إلى كل من المرحلتين معايير اتحادية وليست ولائية باعتبار أن المعلم يمكن أن تضطره الظروف إلى نقل وظيفته إلى الولاية فلابد أن تكون المعايير واحدة لا تختلف من ولاية عن ولاية
والله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى