سيما الجاك تكتب:-هل تعلم يا إنسان إنو أمي كانت بتجيب قطرة البوتاسيوم بيرمانغانيت من المعمل عشان نغسل بيها الخدار؟

بقلم/سيما احمدحسن الجاك
الغنية دي معلقة لي في راسي ليها اسبوعين. الليلة شغلتها وفجاة لفحني سموم واصوات الجمعة من طفولتي. ابوي يوم الجمعة كان بيمشي السوق بدري يجيب حاجات الاسبوع من خضار ولحمة. دي ايام اجازة الاسبوع كانت جمعة بس. يوم الاجازة المعجزة المفروض تعمل فيهو اي حاجة من زيارات وراحة وقراية وواجبات وحتي غسيل شعر! (كان في اخ لطيف كده الله يطراه بالخير في سنتنا الاولي من الكلية بيقول لي ليه يوم السبت شعرك بيكون مختلف؟). المهم، امي من الساعة ٦ بتبدا تدخل وتطلع من الاوضة في كيف انو نوم الصباح مكروه والبركة هتفوتكم والارزاق الخ الخ. ابوي ما بيتكلم لكن بعد يرجع من السوق بيفتح الشبابيك والبيبان كلها داعياً قبايل الضبان واصوات الشارع ومستشفي الشرطة تدخل للعكننة المدنكلة.
وزيادة علي كده بيشغل الراديو باعلي صوت.
بيوتنا الوقت داك بيوت الجامعة بتاعت الانجليز ديك…مفتحة وابوي كان بيقعد بالراديو بما يسمي انتريه وهو استقبال سغنون كده يا مشيت منو يمين للاوض يا شمال للصالون. فبيتوسط البيت لنشر الجو الجمعوي “اللطيف” ده.
انا لمن أيأس من اني اقدر اجر النومة واقوم، طوالي يبلفني ويقول لي اسمعي اسمعي الكلام ده وتكون شغالة واحدة من اغاني الحقيبة في برنامج حقيبة الفن او غيره. في لحظتها بكون شايفة شعاع وما عندي اي مزاج طبعاً وعارفة الردوم الراجيني غسيله ومضايرتو في المطبخ (هل تعلم يا انسان انو امي كانت بتجيب قطرة البوتاسيوم بيرمانغانيت من المعمل عشان نغسل بيها الخدار؟).
بعد طلعت من السودان طبعاً سماع الاغاني دي بقي وقعها علي قلبي مختلف.ذاكرتك تمحي العكننة وتتمسك بالجميل في الوقت داك. بتذكر كيف كنت بزعل لمن الناس يقولوا علي “ظلموني الناس” و “شقي ومجنون” اغاني نانسي عجاج. كيف يعني اغانيها وانا بسمعهم من نعومة اضافري مع ابوي يصدح بيهم الكاشف و الكحلاوي؟
يا ريتني كنت استمتعت اكتر ونقيت اقل وقمت الصباح ابدر معاهم وطولت بالي. صدق اللي قال لو اني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت!