مقالات
أخر الأخبار

قضايا المرأة والموروثات الإجتماعية

بقلم/عبدالمنعم الكتيابي

قضايا النوع تدخل في صميم الموروثات الاجتماعية تاريخيا ، بالتالي يجب أن يتم النظر اليها في حاضنتها الأساسية وهي المجتمع ..
ليس هناك مانفستو مقدس وقعه المجتمع للتآمر على واحد من مكوناته دون الآخر .. ولكن عدم سعينا لاجتثاث الجهل والتخلف من تفاصيل حياتنا هو الذي عقد المسألة اكثر ..
بالنظر للتحولات الاجتماعية عبر نصف قرن أو يزيد نجد أن ما تحقق كفيل أن يحقق ما تبقى ..
المرأة تشغل الآن أكثر من نصف الوظائف ، دخلت البرلمان في وقت مبكر ، شغلت العديد من المناصب القيادية لا عن طريق الكسب السياسي فحسب وإنما عن جدارتها معتمدة على التقبل المتدرج للمجتمع بأدوارها ولا يزال الطريق مفتوحا لتحقيق النهضة المرجوة بالتطور الحتمي للحياة ومعروف أنه كلما زادت رقعة العلم كلما تضاءلت مساحة الجهل ، فبدلا من إهراق الطاقات في الإصرار على اتهام المجتمع بظلم المرأة يُفترض أن يعمل حملة الوعي من الجنسين على توسيع قاعدة التنوير وسط المجتمع لخلق واقع تربوي يمهد لنهضة حقيقية .. لكننا بهذه الكيفية التي نخلط بها السياسي مع الأيديولوجي ستتحول القضية إلى معترك غير موضوعي إذ ليس هناك خصم واضح سوى المجتمع والمجتمع ليس رجلا فحسب ، بل رجل وامرأة .. فكيف يمكن ان تكون المرأة التي هي جزء من المجتمع وأحد مصادر تكريس العادات والتقاليد خصما ضد طرف هي جزء اصيل منه ..
نعم هناك ما يمكن أن ينصلح في إطار القوانين التي تقيد فاعلية وعطاء المرأة ، ولكن الشق الأكبر هو ما يمكن أن ينصلح بإشاعة الوعي ..
الأمر لا يحتاج ان ننقسم إلى فريقين خاصة وأننا نعمل من أجل مجتمع يمثل نواة لمجتمعات اسمها الشعب السوداني ..
فلنتخل عن هذه الحساسيات المفرطة حتى لا نفقد ما تحقق عبر تاريخ ممتد من النضالات ..

عبدالمنعم الكتيابي
#اصدقواوكفى
منشور قبل عامين بصفحتي في الفيس
١٣ يوليو ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى