الموساد الاسرائيلي في ضواحي الخرطوم

بقلم/ محمدعكاشة
28th يناير 2021
قناة العربية الإخبارية تستبق إلي الأحداث وتقفو تداعياتها بتمهر إضافي وهي تلتزم الحيدة والموضوعية في طرح وتناول القضايا والموضوعات.
مطلع أغسطس من العام الماضي بادرت (العربية) تستقصي خبراً يؤكد إقتراب دولة إسرائيل لتحط قوافلها علي ضفة النيل جنوب الوادي تتطلع لعقد إتفاقية مع الخرطوم وساعتئذ كنت ضيفاً علي الهواء مباشرةً بهذا الخصوص أؤكد علي صحة معلومات (العربية) والقول بأن السودان يستعدليكسر طوق الحصار التاريخي (المجاني) المفروض من جهتها ضد دولة إسرائيل مذ قيامها بالنظر إلى لقاء عنتيبي فبراير2020م بين البرهان ونتنياهو وهو بتقديري أدخل في حالة (جس النبض) للشارع السوداني ولشعوره المشحون بالعداء ضد اليهود ودولتهم وهي حالة نفسية تجاوزوهاواللقاء يستفززالخارج المتمثل في حداة (القضية العربية) ضد دولة إسرائيل الراسخة الأوتاد في المنطقة وهو إستفزاز للذين يمتعون أنفسهم بعيش رغيد في كنف دولة إسرائيل مثل النائبة العربية في الكنيست الاسرائيلي عايدة توما سليمان ثم هي تحتج علي السودان تحرمه حقه في إستدامة علاقات مصالح متبادلة مع إسرائيل. لقاء عنتيبي في لقائي مع قناة (العربية) أردفت بالقول أنه مهاد وتوطئة لإبرام إتفاقيات ومعاهدات في القريب العاجل جداً ولكن عقب توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة ليتصاعد (الحدث) يؤكد سبق قناة العربية وتقديراتها وفق معلومات راجحة حول إتفاق وشيك بين الخرطوم وتل أبيب.
السودان بإعلانه وقف العداء مع دولة إسرائيل يكسب بالتطبيع معها عظم دورها وقوة تأثيرها علي الإدارات الأمريكية لإزاحة إسم السودان من القائمة السوداء ولقد أعلنت تل أبيب بتصريحات كبار مسئوليها اعتزامها الضغط علي الكونغرس الأمريكي لتمرير قانون إستعادة الحصانة السيادية للسودان وهي إذ تفعل تضع المصلحة المتعينة بدعم السودان لينهض من عقاله يعود عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي بما يتيح له الاستفادة من مقدراته وثرواته الضخمة للإستثمار ولأن إسرائيل دولة مؤسسات ترعي البعد المصلحي في علاقاتها واستراتيجاتها أعلنت في أكثر من مناسبة بأنها بالاتفاق مع الخرطوم تترجي تبادل المنافع في مجال الاستصلاح الزراعي والاستثمار به لمايذخر به السودان من رقعة زراعية متنوعة خصيبة ولما تحظي به دولة إسرائيل من تفوق تقني في هذا المجال فضلاً عن تصريحات تعددت برغبة تل أبيب في فتح الأجواء السودانية لحركة الطيران الإسرائيلي التجاري العابر إلي قارة أفريقيا فإسرائيل ضمن تخطيطها التطبيع مع دولة النيجر وبعض الدول الأفريقية الأخري بعدما حصدت جوائز التوقيع مع عدد من الدول العربية.
منذ لقاء البرهان نتنياهو قبل عام لم تكن المشاورات بين الدولتين تستترعن الذي يراقب الأحداث بهمة ونشاط فالسيدرئيس مجلس السيادة ورئيس المكون (العسكري) في الحكومة الإنتقالية بصم باليمين علي إستكمال (التطبيع) مع دولة إسرائيل علي الرغم من أن مسألة الاتفاقات الدولية وتدعيم العلاقات الخارجية هي من صميم مهام الجهاز التنفيذي برئاسة د.عبدالله حمدوك.
التطبيع مع دولة إسرائيل يبلغ غاياته بتبادل الزيارات علي أعلي مستويات للتوقيع علي برامج عمل مشترك وتعاون يستثمر لمنفعة البلدين.
زيارة السيد إيلي كوهين وزير الإستخبارات الإسرائيلي تحمل دلالات عظيمة تحدد المسعي الذي أعلنه الرجل ذاته =كوهين= قبل نصف عام وأقرته مقالات الكاتبين في الصحف الإسرائيلية بأن السودان هدف تتقصده المصالح الإقتصادية والاستخباراتيه لدولة إسرائيل بعد سقوط نظام البشير الذي تخذ من السودان منطلقاً للعدائيات ضد إسرائيل بتعاونه مع إيران وتركيا بتهريب السلاح إلي قطاع غزة وحزب الله اللبناني.
زيارة قادة جهاز الموساد الإسرائيلي إلي الخرطوم خطوة تستلزم التحية بأحسن منها برد الزيارة ودعوة السيد عبدالفتاح البرهان إلي العاصمة تل أبيب غير أن كل الجهود لعودة السودان إلي علاقاته الطبيعية مع دول العالم بما فيها دولة إسرائيل لاتنفك تتجاوز تحوله نحو نظام حكم مدني تعددي ديمقراطي بين يدي زيارة متوقعة للخرطوم ضمن جولات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وواشنطن تنفي شائعة إبرامها صفقة مع جهة ما في السودان لتؤكد بأغلظ الأيمان علي حماية(مدنية) الحكم به لتعزيز قيم ومبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام.