تدشينه الأحد القادم خلال مؤتمر العمل والعمال الثامن كتاب العمال – شهادات تاريخية

الدوحة / بابكر عثمان
على مدى أسابيع عكفت على تجميع شهادات من وسائل اعلام – منظمات – برلمانات غربية حول وجهات نظرهم في حقوق واحوال العمال في قطر قبيل انطلاق كأس العالم فيفا قطر 2022 ، كل هذه الشهادات جمعتها في كتاب بعنوان ( كتاب العمال – شهادات تاريخية ) وسيتم تدشينه الأحد المقبل ضمن فعاليات مؤتمر العمل والعمال الثامن بالدوحة
جاءت المقدمة التي كتبها زميلي ورئيسي في العمل جابر سالم الحرمي بعنوان ( وشهد شاهد من أهلها ) ذلك ان كل هذه الأطراف الغربية وجهت انتقادات مريرة لدولة قطر قبل نحو ١٠ سنوات مع بدء انطلاق دولة قطر في تجهيز البنية التحتية لمشاريع كأس العالم و جاء فيما كتب ( كانت بعض المنظمات ووسائل الاعلام وبعض الدول التي ساندت تلك الحملات تتمنى ان تفشل قطر في امتحان العمالة لتفشيل استضافة الدولة لكأس العالم كأول دولة عربية وإسلامية تستحق شرف الاستضافة، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ في هذا الكتاب الذي أعده وحرره زميلنا الأستاذ بابكر عثمان، رصد بدقة ومهنية شهادات من منظمات وبرلمانات ووسائل اعلام أوروبية تعترف فيها بأن ما جرى من إصلاحات للقوانين ولأحوال العمال (أمر مثير للإعجاب)
أما انا في ركزت في الكلمة التي كتبها كمقدمة للكتاب على الحكمة التي تميزت بها قطر في معالجة أزمة العمالة الوافدة، وقلت (عالمنا العربي وعلى مر التاريخ ملئ بالحمقى، الذين تقودهم حماقتهم إلى هزيمة مشاريعهم، وهزيمة شعوبهم وإيرادها موارد التهلكة، لذلك عندما يظهر حاكم عربي ملئ بالحكمة، فيتوجب علينا جميعاً أن نفرح لمقدمه، لماذا؟ (لأن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)، لأننا سنضمن على الأقل أن مشروعه النهضوي والتنموي لن تتم هزيمته من الداخل، هكذا تم اختبار قطر في محكمة الحكمة – إذا جاز التعبير – وهي تستعد لاستضافة أكبر حدث كروي في تاريخها وتاريخ العالم العربي، فانبرت لمناهضة هذا المشروع العديد من الدول والمنظمات ووسائل الإعلام، فلم يجدوا غير ثغرة العمال، لينفذوا منها إلى محاولة خبيثة لهزيمة المشروع.)
كان مشروع استضافة كأس العالم على المحك وقطر تتعرض لواحدة من اشرس عمليات التشهير والانتقاد، كانت الثغرة (ثغرة العمال) شديدة الحساسية لأنها تخاطب الإنسانية والضمير، وبلغت الأزمة ذروتها في عام 2013 عندما استجمعت المنظمات والدول المناهضة للمشروع قوتها ودفعت بشكوى في منظمة العمل الدولية، وكان من شأن هذه الشكوى أن تهزم المشروع لا قدر الله ولكن منظمة العمل الدولية بعد نحو عامين من التحقيقات أعطت دولة قطر شهادة براءة ، بل وقعت معها برتكول تعاون فني.
في ذلك الوقت عالجت قطر الأزمة بحكمة عالية وهي تكلف شركة محاماة بريطانية للتحقيق فيها ومراجعه كل التشريعات والقوانين والإجراءات المتعلقة بالعمال وان تضم تقرير منظمة العفو الدولية الي ملف التحقيق وان تتقدم في ظرف ستة شهور بنتائج تحقيقاتها وان ترفع توصيات لكيفية المعالجة.
ألجم هذا التوجه حجراً في أفواه مناهضي مشروع الاستضافة، أتيحت لي وزميلي الأستاذ جابر الحرمي – رئيس تحرير جريدة الشرق السابق – فرصة طيبة ونحن نعمل معاً في التحضير للمؤتمر الأول لحماية حقوق العمال لعام 2014 ، أن نلتقي بسعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية وقتها ( حالياً وزير الخارجية ) فذكر ضمن شرحه لملابسات هذه الأزمة أن الدولة قررت الاعتراف بوجود أزمة، واتخذت قراراً تاريخياً بتكليف مكتب محاماة دولي للتحقيق فيها ( أردنا أن نخاطب الغرب بلغته)
كان ذلك التوجه، وذلك التكليف أولى بوادر الحكمة القطرية – إذا جاز التعبير – فدول أخرى قد تنتهج نهجاً مختلفاً، يقوم على الانكار والدفاع ومهاجمة الخصوم، وحظر نشاط المنظمات ووسائل الإعلام، وستكون النتيجة مزيداً من صب الزيت على النار، وتهييج العواطف، وتوسيع شقة الخلافات بين الدولة والمنظمات الدولية.
الآن دولة قطر تستعد بفرح غامر الى استضافة مئات الآلاف من المشجعين من حول العالم للقدوم الي الدوحة والاستمتاع بمنشآت وبنية تحتية متقدمة، بنيت بروح من المحبة والانصاف.
وتلك هي الحكمة، والتي هي نهج حبا الله به قادة هذا البلد حفظهم الله جميعاً.