مقالات

أمَل بُطرس تكتب:- هل أخذتني العاطفة أم أنّ البوليس انتهك القانون

بقلم/أمل بطرس

صباح الخير من سيدني،

هل انا أخذتني العاطفه في موضوع المقال فعلا كما قيل لي أم أن البوليس انتهك القانون سواء في استراليا أو كندا؟!

البارحه كنت قد وضعت فيديو لشاب عربي استوقفه ثلاثه من رجال الشرطه الاستراليه أمام منزله،. وعند مواجهة الشاب سألهم هل صدر مني شيء خاطيء نحوكم؟! فجاوبه كل واحد من الشرطه بالنفي و بأنه لم يفعل لهم شيء ولم يصدر منه شيء ،. فكان سؤاله التالي إذا كان هذا هو الحقيقه فلماذا أنتم تريدون القبض علي؟! فكان الرد الغريب من الشرطه اننا نريد ان نفتشك للإشتباه في إنك تحمل مخدرات،. و سألهم لماذا تشكون في إني أحمل مخدرات ؟! و لن يجاوبه البوليس ،. ببساطه كان من الممكن أن يقولوله ستعرف هذا في مكتب الشرطه، السؤال هل حمل المخدرات في جيب شخص للإستعمال الخاص او دون دليل على انه يتاجر به يعتبر جريمه في سيدني؟!
انا نفسي لا أعرف الإجابة، لكن أعرف ان تجار المخدرات و اضح من ملابسهم انهم تجار مخدرات و الشباب يعرفهم بحقيبتهم الصغيره التي يحملونها،. بيع المخدرات هنا يتم في وضع المخدرات في أكياس الطعام السريع مثل كيس الشيبس الذي نتناوله من McDonalds أو KFC في مكان توقيف السيارات، هل البوليس الإسترالي يجهل هذا؟! هل البوليس الإسترالي يجهل أن وجود فرده واحده لحذاء معلقه فوق سلك من أسلاك الكهرباء تعني أن في هذه المنطقه يوجد تجار مخدرات؟! لا أعتقد طبعا اذا كنت انا العاديه ومثلي كثيرين نمتلك هذه المعلومات فبالطبع البوليس يعلم أكثر مني و من اي شخص فلماذا لا يطرق ابواب البيوت في كل المنطقه؟! طبعا سيكون تصرف غير منطقي .
غير هذا و ذاك اذا كان تعاطي المخدرات جريمه فلماذا يوجد مركز في حي Kings Cross تحت إدارة ال Uniting Church يعطي مدمني المخدرات جرعتهم في المركز مجانا وقت احتياجهم لجرعه و السبب لكي لا يتعرض المدمن للموت أو الأمراض المعدية جراء استعمال حقنه ملوثه أو أخد جرعه زائده،, و بسبب طبيعة دراستي خدمه اجتماعيه زرت هذا المركز و كان به غرفة بها طاولة بلياردو و كراسي للجلوس و ثلاجه بها مشروبات،. فكيف يأتون اليوم و يبدأوا في تفتيش الناس بهذه الطريقه العجيبه و المهينه أمام منازلهم ؟! و ماذا يخص الشرطه اذا كان هذا الشخص مدمن؟! و لو كان يخصها فعلا فلماذا لا يتم القبض على كل المدمنين اللذين يترددون على المركز في حي Kings Cross؟!،.
اذا كان هذا الشاب يتاجر في المخدرات علنا أو يستعملها أمام الناس فهذا شيء آخر لكن ما شاهدناه في الفيديو فهذا يعتبر انتهاك صريح لحرية الإنسان و انتهاك لخصوصياته و من حق هذا الشاب أن يقوم برفع دعوى قضائيه ضد رجال الشرطه هؤلاء ، و واضح جدا ان هذا الشاب تم القبض عليه لأول مره في حياته من إسلوب مقاومته للبوليس، فلو كان من معتادي القبض عليه لعلم أنه و بعد عدة ساعات سبتم الأفراح عنه و العوده لمنزله و تحويله لمحاكمه بشرط عدم مغادرته للبلاد، لكن بأي تهمه الله أعلم و وقتها سيجد المحامي مخرجا له،
في كندا أيضا سمعت قصة مماثله عن إنتهاكات البوليس الكندي و القصه حدثت لشاب سوري أظن أسمه طوني من سنوات قليله وكان وقتها في العشرينات من عمره ،. هذا الشاب كما قيل لي كان مستقلا للبص و الكاميرا الموجوده بداخل البص أوضحت أن الشاب كان يجلس هادئا و عاديا في مقعده و فجاءه أخرج سكين صغيره كما نسميها مطوه و ظل جالسا في مقعده و لم يشهر السكين في وجه احد و ظل كما هو في مكانه لم يغادره و شاردا لبعيد ، و لاحظه الركاب و السائق و هنا أوقف السائق البص و أمر الركاب بالنزول الى حين حضور الشرطه الكنديه،. و بالفعل حضرت الشرطه و قام هواة التصوير بتصوير لحظة القبض على الشاب و لدهشتهم يجدون احد رجال الشرطه وهو بدخل البص و الشاب ينظر له بدهشه و بدون مقاومه منه و قبل أن بساله الشرطي عن سبب حمله للسكين أو يحاول أخد السكين منه ( لاحظوا معي سكين و ليس مسدس) و بدون اي سبب إنهال الشرطي على الشاب المسكين بوابل من الرصاص ليموت بعدها الشاب غريقا في دمه و على مقعده، و هنا تعالت أصوات الغضب من الركاب على الشرطي لتأمره بالتوقف عن اطلاق النار و بالطبع لم يستجيب لهم و لم يسمعوا من الشرطي سوى إصدار الأمر بمنع التصوير و لكن بسرعة البرق انتشر مقطع الفيديو كإنتشار النار في الهشيم… و بين إستياء و غضب الكنديين وبسبب ردة الفعل الغاضبه من المجتمع الكندي تمت محاكمة البوليس الدموي و سجن و بالطبع طالبت زوجته بالطلاق منه ونال جزاءه المستحق و هو الطرد من خدمة البوليس و فقدانه للسمعة الجيده و ضياع سنين من عمره في السجن .. نحن مهما حاولنا أن نجد تبرير للشرطه فهذا سوف لا ينفي ان هناك معامله سيئه للأجانب بعض الشيء و هناك بعض الازدراء و التمييز، و صدقوني لولا صرامة القانون لإبتلعونا و نحن أحياء لكن القانون قوي و لولا هذا لكنا نرى كل يوم جريمه من هذا النوع .. الله يجازي من دعونا نتشتت في البلدان الغريبه مخدوعين من جذورنا و أطفالنا غريبين هنا و عن عاداتنا مهما حاولنا تطبيقهم بنا… لكننا برغم هذا كله نحن في أمان أكثر من الدول العربيه التي تملكها الخراب من كل جانب و لا نملك شيء اليوم سوى أن ندعو العناية الإلهية أن تحفظ شبابنا و شاباتنا من كل شر و شبه شر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى