مقالات

#ابو_الجعافر كلنا لحم رأس

شوقي بدري 

يؤكد العلم يؤكد أن النقاء العرقي وهمٌ وأكذوبة، وأننا مثل كل شعوب الأرض “لحم رأس”، وأهل بلادنا يحملون كوكتيلا من الجينات، فالنوبيون في الشمال مثلا يتشاركون في الجينات مع الزغاوة والبرقو والمساليت والميدوب في دارفور (يعني مني مناوي ابن عمي لزم)، وهناك أكثر من مائة الف نوبي في كينيا، ترفض حكومات نيروبي منحهم الجنسية الكينية، وهناك نحو 20 الف نوبي في يوغندا معظمهم في مدينة بومبو
قبل أعوام ﺍﺳﺘﻀﺎﻑ “ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻴﺒﺔ الإعلامي” ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ وعلماء للحديث حول ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ في ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ DNA ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ البشرية، ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ، وأثبتت التحليلات مثلا أن البقارة يحملون جينات أوربية وأن النوبيين والجعليين والشايقية يحملون جينات الهوسا والفولاني، بينما معظم أهل الوسط يحملون جينات الأحباش، أما البجة فهناك قواسم مشتركة بينهم وبين طوارق غرب افريقيا
ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ( ﺩﻳﻨﻜﺎ ، ﺷﻠﻚ ، ﻧﻮﻳﺮ) ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ في وسط السودان ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺍﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ الى ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ ﺷﻬﺪﺕ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ الى ما صار يعرف اليوم بالسودان، ﺃﻣﺎ الحقبة ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺳﻴﻮﺃﻭﺭﺑﻴﺔ . وﺃﻛﺪ ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺴﻦ ﺍﻧﻪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟـ Dna فإﻥ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻼﺗﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺃﺳﻴﻮﻳﺔ -ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻚ ﺟﻴﻨﺎﺕ مشتركة بين ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ بينما ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﻴﻦ. وﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻭﺃﻣﺸﺎﺝ مشتركة ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﻨﻴﺎﺕ (القبائل) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺟﻴﻨﻴﺎً ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، وأن الجينات العربية فيها ضعيفة جدا. ويقول ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﺭ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﺎﺭﺑﺎً جينيا قويا ﺑﻴﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻗﺎﺭﺓ أخرى ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ( dna ) ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﻱ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺩ لهم ارتباط جيني ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، وأن هناك ترابطا ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺃﻫﻞ ﺷﻨﺪﻱ (وأشار الى وجود ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻤﺔ في ﺸﻨﺪﻱ للتأكيد على ذلك)
وبعكس ما يعتقد الكثيرون فإن دراسات الحمض النووي تؤكد أن العرب من أصل افريقي، (نسبة الجينات الأفريقية في بدو الأردن عالية جدا). وأن ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، هم العرب العاربة (الأصليون)، وهناك روابط جينية بين الهدندوة والأمهرا الاثيوبيين، وجميع الدراسات تؤكد أن أفريقيا هي مهبط البشرية، ومنها كانت الهجرات الى كل الاتجاهات، بينما حدثت هجرات عكسية من الجزيرة العربية الى السودان في تاريخ قريب نسبيا عبر سواكن ومصوع، غير هجرتهم بأعداد محدودة عبر شمال السودان في تاريخ قريب (سبق بروفسر عبد الله الطيب علماء الجينات بالقول بأن اهل الجزيرة العربية من أصول افريقية)
تعليقي: يا جماعة بدلا من السلبطة في قبائل من هنا وهناك تعالوا نتسلبط على السويد باعتبار ان الكلمة تعني “الأسود الصغير”
جعفر عباس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى