مقالات

امرأة شجاعة

 

بقلم /بابكر عثمان

 

عندما اندلعت الحرب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣ كانت بثينة شيخ الحاج والدة زوجتي منال عباس تحزم حقائبها استعدادا للسفر الى بربر مسقط رأسها ، لكنها شهدت يومين من الحرب حيث تساقطت الدانات قريبا من منزلها قبل ان تغادر بالفعل بمعية بعض من أولادها وبناتها الى بربر.

مكثت في بربر شهرين وغادرت بعدها الى الدوحة بينما عاد أولادها وبناتها الي منزلهم في امدرمان ( الثورة ) حيث الحرب اقل شدة هناك .

كان كل شي سيمضي كما هو مخطط له غير ان الحاجة بثينة رفضت تماما الاستمرار في العيش في الدوحة بمعية بعض من أولادها وبناتها واصرت على العودة الى امدرمان.

في الثورة الحازة العشرين يقيم في منزل الاسرة كل من الأستاذة نجلاء عباس الصحافية السابقة في جريدة الانتباهة و اخويها محمد ( فنان غنائي معروف على نطاق ام درمان و أحمد ( عازف الاورغن ) والذي عمل مع كل الفنانين المشهورين خلال العقدين الأخيرين ، أصر هؤلاء الاخوة الثلاث البقاء في المنزل دون أي رغبة في المغادرة او الأختباء.

كانت لحظات وداع الحاجة بثينة صعبة جدا وهي تهم بدخول مطار حمد الدولي ، تاركة خلفها الحسرات والحزن .
تابعنا رحلتها الى امدرمان خطوة خطوة ، من وصولها الى مطار بورتسودان ثم وصولها الى بربر وبعد عدة أيام عزمها السفر الى امدرمان.

استأجرت سيارة لنقلها من بربر ، كانت تركب السيارة وحدها مع السائق دون خوف من وعثات الطريق او مفاجآت الحرب ، وعندما اقتربت من بيتها في الثورة كان ابنها محمد يحمل كاميرا يوثق بها تلك اللحظات النادرة
وصلت بثينة الى منزلها سالمة تبكي فرحتها برؤية ابناءها سالمين و رؤية بيتها سليما لم تدنسه اقدام الحرامية.

حمدلله على سلامة السيدة بثينة شيخ الحاج ، ونتمنى لها إقامة طيبة بين ابناءها كما نتمنى لهذه الحرب اللعينة ان تنجلي عن سماء السودان لتعود كل الأمهات الى منازلهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى