أعمدة

المتنبي و حالة العيد في أغنيتنا

 

أوتاد
أحمد الفكي

في لحظة إسترخاء بعد الفراغ من بعض زيارات المعايدة التي قمت بها للأصدقاء في أول أيام عيد الفطر المبارك عبر اليوتيوب استمعت لخمس أغنيات خالدات عن العيد من كبار الفنانين بدءً بعميد الفن أحمد المصطفى ، و الفنان الذري إبراهيم عوض ، عثمان اليمني ، عثمان الشفيع، و النور الجيلاني .
أربع أغنيات يكسوهُنَّ شجن دفَّاق بسبب الغربة و البعد عن الأهل أو فقد عزيز أو لظرف حالة صحية ما ، فكان وجه الشبه لحالة المتنبي عندما لم يجد ما كان يهدف إليه من كافور الإخشبدي فقال قصيدته التي ذاع صيتها الآفاق و ظلل كثير من الناس يردد مطلعها الذي يقول :
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ .
ففي أغنية أحمد المصطفى لاحت بشائر العيد و الأغنية تشرح نفسها نجد :
لاحت بشائر العيد…. وانا الوحيد حيران
هل لي فيهو جديد …يؤفيني ماقد كان
ده يبقي يوم عيدي… ده يبقي يوم عيدي ..
العيد يعود ويمر فرحانه خلاني
جرعني كاس المر البي وخلاني
نقداً صباح عيدي .. نقداً صباح عيدي
يزاوروا الأحباب فيهم نصيب ما لي
فرحي وهناي عذاب .. ياغاية امالي
يامناي ياعيدي .. يامناي ياعيدي
من ماهو متهني مسرور ملاقي العيد
انا حالي أوهلي خلاني ابكي واعيد .
أما عثمان الشفيع فقد غنَّى للشاعر محمد عوض الكريم القرشي واصفاً حالته التي كان بها و قد حلَّ عليه العيد فجاء من ضمن القصيدة :
عدت يا عيدي بدون زهور
وين سمرنا وين البدور
غابوا عني
سجنوني في داخل قصور
قالوا عيان لشفاك ندور
ليته لو كان عاد في المرور
يبرئ دائي ويغمرني نور .
و للفنان النور الجيلاني حالة خاصة كانت له وهي قد أصبحت طاقية على مقاس رأس كل من فقد عزيز لديه عندما يحل عليه العيد فقال :
جانا العيد وانت مافى
لا فرح طلل قوافى
لا حزن فارق مرافئ
لا حنان ياحليلو دافئ
لا زمان كان لى وافى
جاتننا طيور شايلة افراحا
وشايلة الريد وحنان فى جناحا
كاسوا عليك كل الساحة
فقدوا عينيك الضاوية سماحة
رحلوا بعيد والدروب رواحة .
و عن العيد في الغربة غنَّى عثمان اليمني و من ضمن ما ورد في الأعنية :
يا الناس العيد جاء للناس
بيهوا فرحوا
جاني نكد لقاني غريب وحيد عايش
على زول مرق ما عيَّد
مناي أنا قلت أقضي هناك
في بلداً ألذ بلد
و بحري شوية من الوادي بلداً
هادي شوية كرد يا أخواني العيد
و الله لكن الزمن غدَّار و مصايبو كتار ما ليهم حد
طريت أمي البتبكي دوام
تقول في الغربة عندي ولد
طريت السطرت بدموعها لي
جواب و راجي الرد .
* آخر الأوتاد :
و لأنَّ العيد فرحة كان للشاعر عبد الرحمن الريح حالة خاصة للعيد عكس حالة المتنبي فكتب للفنان الذري إبراهيم عوض :
يا عيد تعود يا عيد
بالخير علينا سعيد
أشرق هلالك لاح صيَّر مسانا صباح
حلت بنا الأفراح بك مرحباً يا عيد
يا عيد عبيرك فاح سكرت به الأرواح
ثغر المُنى البسام يضحك مع الأيام
أهدانا أسعد عام شوفنا بالتأكيد .
عزيزي القارئ كل عام و أنت بخير
اللهم أحفظ السودان و أهله و أنعم عليهم بالأمن و الأمان .
اللهم أنصر جيشنا .. شعب واحد جيش واحد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى