تقارير وحوارات

المك دكين..الإدارة الأهلية..التنوع..قبول الآخر ووحدة أهل السودان

بقلم/محمدعكاشة
في شتاءٍ تصطكُ له الأسنان أصحو علي اتصالٍ من الشاعر الأديب أيوب مصطفي صاحب ( وانجا ) لموافاتِه في أحدِ فنادق القاهرة للقاءِ الدكتور جون قرنق دي مابيور الذي يستعدُ لشراكةٍ مع حكومة الخرطوم في اتفاقِ سلام حتمتُه مفاوضاتٌ ماراثونية شاقة ومضنية.
لقيتُ الرجلَ عقب مؤتمره وفي تصوره وحدة سودانٍ يمتد من نمولي حتي شط الإسكندرية ورؤيةٌ (سوادانوية ) تقتربٕ من حفريات أحمد الطيب زين العابدين.
أولَ امس مضيتُ الي صديقنا الفنان نجم الدين الفاضل اعودهٕ رفقة الاعلامي المرموق عوض احمدان والصديق نصرالدين تمتام.
نجم يديرُ ريموت نلفزيونه ليبزغَ الشاب عبدالله شرقاوي من مدينة بورتسودان في لقاء مع عددٍ من الشخصيات تحكي عن إثراء وتنوع سكان المدينة وتجانسهم في مصهرٍ واحدٍ بلا تنؤات وبلا تحيُز إثني أو تمايز عرقي أو ثقافي.
ثم..الاستاذ عوض احمدان ذاتهُ يقفز إلي فضاءٍ آخر في حوارٍ مع الشرق جهة القضارف مع عموم قبيلة البوادرة ومركزهم قرية ( أم شدرة ) وتراثهم وأسيافهم وبلاغةُ عمدتهم السيد متوكل حسن دكين.
العام الماضي في تسجيلٍ وثائقي لولاية القضارف توخي رصدُ مساهمة ( النظارات ) الرئيسةُ في رتقِ النسيج الاجتماعي بحسب مكانتهم التاريخية وأدوراهم ورموزهم.
التسجيلُ لا يُمكنهُ تجاوزُ الشكرية وعمودية (ود أب سن ) دون تفصيلٍ وتوكيدٍ لدورهم التاريخي المسطورُ في دار الوثائق والمرويات والبيوت الكبيرة.
ذاتُ المقام لدا التوثيق لايعدو نظارةَ بكر بامتداداتها وإسهاماتها المشهورةٕ في النضال والكفاح الوطني والتنمية الثقافية والاجتماعية.
السيّد متوكل دكين بواسطة الأستاذ محمد عبدالله نلتقيه بديوانه والرجلُ متحدثٌ فطنٌ واسعُ المعرفة يعتدُ بقبيله ورُقعةُ أهله الجغرافية وثقِلهم الإقتصادي.
المك دكين يُقدم افاداته ويسردٕ تاريخإ مٕهماً وثقهُ من ذي قبل تلفزيون السودان من خلال برامج التراث بيدَ أن (متوكلا ) يسعي إلي توثيقٍ مُعمقٌ وضاف.
الإهتمامُ بتاريخ المُدن والنشاط السكاني واقتصادياتها وطبائع اهلها وحركتهم لهو موضوع يصبُ لصالح رصد وتقويم الموارد البشريه وحفزُ وتائر التنمية الإجتماعية والحضرية.
مثلُ اهتمام المك دكين بتوثيق تراث قومهِ وحرصه علي تقديمه عبر الوسأئل الاعلامية ومن خلال مخطوطاتِ الباحثين من ابنائهم هوعمل متقدم في بحث (الهوية ) ومُفرداتها وهي بحث مضنٍ تُرواح (النخبة ) السودانية حوله وتجهدُ ( الحكومات ) نحوه في تاريخنا الدائري لإثباته بلا طائل.
الحوارُ السياسي والمُجتمعي لن يبلغُ غايتهُ بقرارات فوقية نتيجة تأملاتٍ حالمة ونظرةٍ آحادية تستغلقُ علي ذاتها وتستعلي بغير وجه حق.
حوار دكتور جون إذ ذاك ونقاش المك دكين قبل عامٍ يخطان مساراً مفهومياً واحداً نحو (السودانوية ) لتوحيد أقوام السودان ويجعلٕ من التنوع وقبول الآخر دون إقصاء إثراءً لوحدة بلدٍ قابل للتشظي والانشطار واهلهُ قيامٌ ينظرون.
المك متوكل دكين…كاميرا قناة الخضراء تصوبُ لهدفكم حول ( الهوية ) من خلال تراث ( البوادرة ) وكذلك (الضباينه ) وقدح ود زايد الذي توحد عنده الناس وسحرُ الرباطاب في الأحاجي والحكايات الشعبية وإلي التراث في كل النجوع في الحضر والبوادي.
—————————
صحيفة اخباراليوم-
الخميس24مارس2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى