تقارير وحوارات
أخر الأخبار

سَعادةُ وزيرُ المالية..الإعتذارُ عنِ المَنصبِ فَضَيلة

سعادة وزيرُ المالية..الإعتذارُ عن المَنصبِ فَضيلة

بقلم/مُحمّد عُكاشة 

ماأشبهَ الليلةَ بالبَارحةَ..

السيّد عبدالرحيم حمدي أولُ وزيرُ ماليةٍ في حُكومة الإنقاذ واستمرَ لاربعِ سنواتٍ أجري خِلالها عَملياتٍ صعبةٍ لهيكلةِ إقتصاد السُودان يتسقُ جُهدهُ مع توجُهات نظامهِ ودعوتهِ للإعتماد علي الذات وقتها فَطَفقِ حمدي يَخصِفُ موازانات البلاد ومواردها بورقةِ سياساتِ “التحرير ” الاقتصادي و”خصخصة” السُوق بزعمِ تحريك الجُمود والإعتماد علي الموارد الداخلية فانطلق السوقُ انطلاقةً والشعبُ من وراءهِ يلهث.

عبد الرحيم حَمدي يُخلخلُ عجلةَ الإقتصادِ القومي ويَرجُه زماناً طويلا حتي تقلدَ الوزيرُ الحالي بدرُ الدين مَحمود المنصبَ وكلاهما يقتربُ اليه بخلفيةِ عملٍ في الدوائر المالية والإقتصادية والتزامٍ حزبي أولاً وأخيراً دفعت بهما الي أهمِ الحقائبِ الوزارية مع فارقٍ كبير بين تجرُبةِ وكفاءةِ وقُدرات الرجُلين.

السيّد بدر الدين محمود مُذ كان ببنكِ السودان ظلَ مَحلاً لإنتقاداتِ الناسِ وهَدفاً للصحافة وخُطباءِ المساجدِ حسبَ افادتهِ مُؤخراً.

السيّد بدرُ قبلَ توليه الوزارة نَحَي باللائمةِ علي توجهات الحكومة ومسئووليتها إزاءَ حالة ِالاقتصاد وتراجُعه ثم هو وزيراً يقفلُ راجعاً ليستدفعَ عنه في أحوالٍ كثيرة مَطلعَ كل مُوازنةٍ جديدة.

الاسبوعُ الماضي استقامَ الرجلُ علي طريقته ذاتُها أمامَ البرلمان وقدمَ بياناً ضافياً مُدعماً بالأرقام والإحصائياتِ والمسُوحات التي أكدت علي مَقاصدَ اجتماعية وتنمويةَ منها مَسحٌ جديدٌ لميزانية الأسرِ لمعرفةِ وتحديد خطِ الفقرَ وأن الميزانيةَ بقوله تُناصرُ الفقراء وهذا حديثٌ يجعلنا وبعضُ السادة (النواب ) نضعُ (الخَمسة) فوق ( الاتنين) ونَصمُ افواهَنا صَم.

السيّد وزيرُ المالية يسُرُّنا أن نُنصتَ عند تقديمهِ مُوازنته وهو الآتي بما لم تَستطعهُ الأوائلُ ليُعلنَ بأن الاقتصاد السوداني يُعتبرُ من أفضلِ الاقتصاديات التي تنمو رغم الصُعوبات التي تُواجهُ البلاد ثم هو يَستوثقُ في خِطابه بأن الحُكومة لن تفرضَ ضرائبَ جديدة مع انخفاضِ الايرادات الضريبية ثم يَعتدُ – سعادته- بإقرارِ البنك الدولي بأن نصفُ ايرادات الميزانية ذهبت إلي الدعمِ الاجتماعي والحقُ ماشَهدت بهِ الأعداء.

خطابُ وزير المالية أمام البرلمان رغم ضبطِ الارقام الواردةِ به ودقِتها إلا أنه جُووبه بانتقاداتَ واسعةَ من النُواب واتهامُ بعضهِم له بفشلهِ وعجزه.

السيّد بدر الدين محمود في خِطابه أشارَ الي تدهورِ سعرُ الصرفِ يَعزوهُ الي حالةِ تدهورٍ عالمية ولكنهُ عادَ يقولُ بضرورةِ تَضيِيق الفارقِ بينه وبين السوق المُوازي وأن نتجهَ للانفتاح للخُروج من الحِصار الأمريكي.

الانفتاحُ ياسعادتك لهي دعواتٌ مُستمرةٌ من الحادبين يقولونَ به منذُ سنواتِ وزارةُ حمدي ولا مَعدي عنه للذي يودُ استقراراً لدولةٍ واقتصادٍ نامٍ ومُتذبذّب وهو عَملٌ لايقررُه النواب الذين يسلقونَكُم بألسنةٍ حدادٍ كلَ حِين وإنما يُقررهُ (فضيلتكم) والحُكومةُ وخُطُواتهِا وخِطابهِا.

بدر الدين محمود يُقدمُ لاعتدالِ (مُوازنته ) للعام 2015م والربعِ الأولِ من العام الحالي ويدعونا والنوابُ الأماجدُ إلي حَمدِ ربنا تعالي الذي لا يُحمد علي مكروهٍ سواه.

السيّد وزيرُ المالية يُقدمُ (بيانه ) وبنودُ ميزانيته وأوجُه صَرفها بخطٍ واضح بيّدَ انها لا تنعكسُ علي معيشةِ الناس وأكلهم وشرابهِم وحَركتهِم.

الناسُ رغمَ (غول ) الأسعار الذي يمشي في الأسواق يَصرعُ قطاعاتِ الشعبِ المسكين في الطُرقات والمواطن يصطبرُ إصطباراً ويحمدُ ربّهُ الرزاقُ ذا القوةِ المَتين من قبلِ أن( يهَدينا ) وزيرُ المالية في خِطابه ومن قبلِ مَولدِ سعادتِه بل ومنذُ دخُول الإسلامِ السُودان.

سَعادةُ وزيرُ المالية…سنحمدُ ربَنا حَمداً كثيراً ونحنُ عند مقدمِ شهرٍ هو للحَامدين مَوسمٌ وللشَاكرين.. وقَليلٌ من عِباديَّ الشَكُور.

سعادةُ وزيرُ المالية سَنحمدُ ربنَا ونشكُره..فقط أعينونا علي ذلك بالحدِ من الفَساد وكفِ المَظالمِ ومُراجعةِ الجِهاز المصرفي وتقليلِ الصرفِ الحًكومي وقبول نقدنا والاعتذارِ عن المناصبِ فضيلةٌ أو أخذِها بحقها لأنها مَسئووليةٌ وأمانة وهي يومُ القيامة خِزيٌ وندامة إلا من أخَذَها بحقِها وقَليلٌ ماهُم.

صحيفة أخباراليوم-

الأحد5يونيو2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى