كأس العالم 1930 -2022 تاريخ من الاثارة الكروية الدولية الحلقة الثالثة عشر : الكويتيون يأتون بجمالهم والجزائريون يفاجأون العالم
بقلم / بابكر عثمان
في عام 1982 عندما أقيمت بطولة كأس العالم في إسبانيا في الفترة من 13 يونيو إلى 11 يوليو، ارتفع عدد الدول العربية والافريقية المشاركة الى نحو ثلاثة هم الجزائر والكويت والكاميرون ، بينما رفعت الفيفا عدد المنتخبات الى 24 دولة ، وذلك نظرا الى انخراط دول كثيرة في التصفيات المؤهلة الى 103 مقارنة ب 57 دولة قبل عشرين عاما على سبيل المثال وسنشهد مشاركة دول عربية وافريقية اكثر في السنوات اللاحقة خصوصا خلال عقد التسعينات عندما قررت الفيفا اضافة مقعد اخر لافريقيا
بدا واضحا في ذلك الوقت ان اكثر شعوب الارض اتقانا وشغفا بكرة القدم هم شعوب امريكا الجنوبية وبرز منها في بطولات كأس العالم اساطين كرة القدم
في حلقات سابقة تحدثنا عن بيليه اسطورة البرازيل والذي حمل الكأس اربع دورات ( رقم قياسي ) ولكن في هذه الدورة لعام 1982 برزت اسطورة أخرى ، فقد جاءت الأرجنتين إلى إسبانيا حاملة اللقب، ولكن نجمها الذي حقق لها اللقب (ماريو كيمبس ) لم يكن في ذات المزاج والهيبة السابقة في حضور نجم شاب جديد كان على وشك الدخول إلى المسرح العالمي لكرة القدم ، إنه دييجو مارادونا.
لسوء حظ الأرجنتين ، كانت مهارات مارادونا متداعية بسبب حركاته الدفاعية الخشنة، وفي النهاية أدى انتقامه بسبب الإحباط إلى حصوله على بطاقة حمراء. ولكننا سنشهد لاحقا صعود ماردونا بشكل صاروخي في الدورات القادمة عندما اصبح مهاجما لا يشق له غبار.
اختراقات
صاحبت نسخة بطولة العالم عام 1982 العديد من الأحداث المثيرة التي هزت عمالقة الأوروبيين. لم تخسر الكاميرون مباراة واحدة، لكنها لم تكن محظوظة عندما كان قدرها أن تلاقي إيطاليا – البطل القادم – وبفارق هدف تقدمت على حساب كاميرون. تمكنت هندوراس من تحقيق التعادل في مباراتها الأولى ضد الدولة المضيفة إسبانيا. وكانت النتيجة المذهلة الأخرى فوز الجزائريين 2-1 على ألمانيا الغربية (أحد أكبر المرشحين بعد فوزهم ببطولة أمم أوروبا 1980). وشاركت الجزائر مصير الكاميرون بإقصائها بفارق الأهداف.
معركة الجمل الكويتية
في تلك الدورة من كأس العالم جلب الكويتيون جمالا معهم الى اسبانيا للتعبير عن اعتزازهم بتراثهم كعرب ولكن في ارض المعركة ( ميدان كرة القدم ) تلقوا هزائم بشعة من فرنسا وانجلترا ، وودعوا كأس العالم الى اليوم ، ولكن في مباراتهم مع المنتخب الفرنسي جرت وقائع غريبة ، كان المنتخب الفرنسي بقيادة ميشيل بلاتيني، وفي الدقائق الاخيرة للمباراة توهم الكويتيون سماع صافرة واعتقدوا أنها من حكم المباراة وأن المباراة انتهت وكانوا مهزومين ثلاثة الى صفر فتوقفوا عن اللعب، ليستغل لاعبوا فرنسا الوضع ويتم تسجيل الهدف الرابع ، توقفت المباراة بالفعل واعترض لاعبو الكويت بشدة على الهدف ونزل الى أرض الملعب الشيخ فهد الأحمد الصباح رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك “وشقيق أمير الكويت” ووبخ حكم المباراة الروسي وطالب لاعبى الكويت بعدم استكمال المباراة.
تحت هذا الضغط اضطر الحكم الى التراجع عن قراره وألغى هدف فرنسا، وكلف ذلك شارته الدولية بينما كلف نزول رئيس الاتحاد الكويتى الى الملعب غرامة 10 الاف دولار. ولكن انتهت المباراة بخسارة الكويت بنتيجة 4-1، وخسرت مباراتها الأخيرة أمام إنجلترا 1-0 لتودع تلك البطولة وجميع بطولات كأس العالم اللاحقة.
أهداف وجوائز
حاز باولو روسي ، لاعب ايطالي من مواليد 23 سبتمبر 1956 وتوفي في 9 سبتمبر 2020 على جائزة افضل هداف حيث احرز خلال البطولة (6 أهداف)
فيما حصل على جائزة أفضل لاعب شاب ، لاعب المنتخب الفرنسي مانويل أموروس (مواليد 1 فبراير 1962)
أما جائزة الفيفا للعب النظيف ، فحصلت عليها البرازيل
معلومات مثيرة
1. نظمت 14 مدينة و 17 ملعباً مختلفاً (اثنان في كل من برشلونة ومدريد وإشبيلية) 52 مباراة في المسابقة.
2. يعتبر دينو زوف الإيطالي ، البالغ من العمر 40 عامًا ، أكبر لاعب سناً يفوز بكأس العالم على الإطلاق. بينما أصبح نورمان وايتسايد بعمر 17 عامًا و 42 يومًا ، من أيرلندا الشمالية أصغر لاعب يظهر في إحدى مباريات كأس العالم عندما لعب مباراة ضد يوغوسلافيا في الدور الأول.
3. كان فوز بلجيكا 1-0 على الأرجنتين في المباراة الأولى للمسابقة أول مباراة افتتاحية للبطولة لا تنتهي بالتعادل السلبي منذ كأس العالم 1962 في تشيلي.
4. بعد كارثة النمسا وألمانيا الغربية ، صحح الاتحاد الدولي لكرة القدم خطأه من خلال إدخال نظام معدل في كأس العالم 1986 والبطولات المستقبلية حيث تم لعب المباراتين الأخيرتين في كل مجموعة من الجولة الافتتاحية في وقت واحد.
5. الغريب أن شرطة إشبيلية منعت مسؤولي الصليب الأحمر من التواجد على مقاعد البدلاء خلال نصف نهائي فرنسا وألمانيا الغربية. نتيجة لذلك ، كان باتيستون مستلقياً على أرض الملعب دون رقابة لمدة ثلاث دقائق قبل أن يتلقى رعاية طبية بعد أن عرقله شوماخر.
6. الوصيف في 1974 و 1978 ، لم تكن هولندا موجودة في إسبانيا لأنها فشلت في التأهل للبطولة. الهولنديون أيضاً لم يصلوا إلى الدرجة الأولى في عام 1986 وكان عليهم الانتظار حتى عام 1990 للعودة إلى كأس العالم.
7. ليس من قبيل المبالغة وصف فوز الجزائر على ألمانيا الغربية بأنه من أكبر المفاجآت على الإطلاق في كأس العالم – صنف وكلاء المراهنات الدول الأفريقية على أنها تسديدات بطول 1000-1 للفوز بكأس العالم قبل البطولة ، وكان المنتخب الألماني هو المرشح 3-1. للفوز بكل شيء.
8. كان فوز المجر على السلفادور 10-1 في الجولة الافتتاحية أكبر فوز على الإطلاق في كأس العالم. حطمت الرقم القياسي القديم الذي حققته المجر في عام 1954 (9-0 ضد كوريا الجنوبية) وتعادلها يوغوسلافيا في عام 1974 (9-0 ضد زائير).
9. لازلو كيس المجري هو البديل الوحيد الذي سجل ثلاثية في إحدى مباريات كأس العالم. تقدمت المجر على السلفادور 5-1 عندما جاء كيس في الشوط الثاني وسجل في الدقائق 70 و 74 و 77. كانت ثلاثية كيس ، التي استغرق سبع دقائق فقط لإكمالها ، الأسرع على الإطلاق في كأس العالم.
احصائيات
شهدت بطولة كأس العالم 1982 إقامة 52 مباراة سجل فيها 146 هدفاً (2,80 هدفاً في المباراة الواحدة). تم إشهار خمس بطاقات حمراء و100 بطاقة صفراء خلال البطولة. أصبح حارس المرمى الإيطالي دينو زوف أكبر لاعب عمراً يفوز بالبطولة (40 عاماً و 122 يوماً).
المباراة النهائية
فازت إيطاليا بالمباراة النهائية على ألمانيا الغربية بنتيجة 3-1.
في الحلقة القادمة سنذهب الى الارجنتين حيث سنشهد اسطورة كرة القدم العالمية دييحو مارادونا