فايزالسليك يكتب:-إلى ياسمين..امرأة لم أجد لها عنوان

- بقلم/فايزالسليك
لا أملك شيئاً غير حبك، وقلبي وكلماتي التي أغزل مفرداتها غزلا؛ً متوهما أن غزلي سيوشح جيدك، ويجعلك ملكةً متوجةً بتاج العشق والفخر فوق عرشك ؛ يا امرأةً من الزهر رحيقه، ومن الضوء بريقه، ومن الجنة طريقها، ومن الموسيقى تناسق الإيقاع،
أبحث عنك كي أجدك ، أو أجدني كذلك، فأبحرتُ بحراً بحرا داخل بحر، وصعدتُ حجراً حجر فوق جبل، وسبحتُ فوق عنيف الموج في لجة النهر، أبصرُ الضفاف ولا أراها، أبحثُ عن المرافئ ولا أجدها، أفتشُ عن نفسي ولا أجدني، طريقٌ صعبٌ سهل ، وما بين الجبل والسهل ، قصة الصعب والسهل.
حبيبتي ياسمين كلما زارتني ، تجيؤني تحملُ باقةً من الورد وكتابين جديدين، أحدهما رواية أجنبية مترجمة، والآخر كتاب عن اللاهوت، أنا أحب قراءة الفلسفة، والروايات والأشعار، لا أميل إلى الشعر التقليدي القديم، يشعرني بالملل، و ياسمين هي كذلك، تحب ما أحب، وتنقل عني لزميلاتها ما تحبه، أقوالي، مواقفي، فلسفتي، رؤايا. تقول لي:
– أنت فيلسوف .
أقول لها:
– وأت فلسفتي .
ثم تنفعل:
– أنت ثوري .
أقول:
– وانت ثورتي
أبحث عني، أفتش عن روحي، عن مداري، عن “شليلي” تلك اللعبة التي كنا نلعبها ونحن أطفالاً صغاراً، نرمي عظماً في ليلة مقمرة، نقذفه بعيداً، ونتسابق للبحث عنه، فمن يجده فهو الفائز، وشليل وين راح ؟ أكلوا التمساح ، وتماسيحنا تمشي الهويني في الشوارع . شليل يا شليل . تلك الأيام، والليالي القمرية، فوق رمال ناعمة، والهلال قمر في منتصف الشهر، نغني لها، ولشليل ، عيناك ضوء عتمة الليل الطويل، وضحكك هو دوزنة شاردة، لا ينضبط إيقاع النغم بدونها، ضحكك يشدني إليك، إلى هنا، وهنا انا، وأنا هنا، أرقص أرقص؛ على وقع أيقاعات بلادي الحرة، الايقاعات المتعددة، جراري ومردوم وكرنق، و(صوت الكرنق جاني)، وصوت المغني حزين، يرحل ويرحل، ويموت ونموت نحن، حالة من الالتباس، الارتباك، اشعلتُ سيجارتي، نفثتُ سحبا من الدخان، حدقتُ طويلاً في تلك السحب الدخانية، غرقتُ وسط جزيئاتها.
( أنا والرئيس .. .أسرار المرايا وجنون الياسمين)