مُحَمدعُكاشة يكتُب:- للقُوز ما نِسينا وللقُوز ليَس نجَهل..فِيهِ وجَدنا عِينَة وفِيهِ وردَنا منْهل

بقلم/محمدعكاشة
للقُوز ما نِسينا وللقُوز ليَس نجَهل
فيه وجَدنا عِينة وفيه وردَنا منْهل
أول مرة فيها نقُول شاهدنامَحفَل
راقي وبادي هادي بالأنوار مَحفَل
لا إنسان مُشاغب ولاإنسان تَطفَل
لا حَاسد يُراقب ولا عاذل مُغّفل
***
حُسَن الدُنياكله كان في القوزمُمَثلَ
شُفنا البدرِ يَنزل بين الناس تَمثَل
شُفنا النور يُشعل في الخد المُؤثل
كل ماتفوتنا ثانية يجينا مَلاك مُرسَل
…
الطُفولةُ هي الفِردُوسُ المَفقُود عَند تقَادم العُمر.
قبلَ نحو مايزيدُ عن أربعينَ سنةً شمسية يَبعثُني كلَ حينٍ بالأخبار جَدٍي لوالدي من أمدرمان إلى الخرطوم التي لا أعرفُ بها شَيئاً غيَر حي” قوز دياب” الذي استوطَنهُ عمي نِمر وصِهره حسب الرسول دياب.
حيّ القُوز لبناءهِ سمتٌ عتَيق فهو أقربُ إلى دفءِ القريةِ منهُ إلى صَخبِ بعض أحياء الخُرطوم وقاطنُوه أقوامٌ يلتفُ بعضُهم إلى بعضٍ في المسَرات والملمَات والمُهمات.
عمي نمر رجلٌ يملأُ العينَ والفُؤادَ جميعاً فهو كريمٌ ذا كفٍ خَصّيب وجميلٌ “خِلقة وأخلاق” فهو لا تُخطئُ العَينُ ظاهَرهُ ولا القلبَ مكارمَ أخلاقهِ وعظيمَ صِفاته.
كنتُ وقَتذاك فتيً غّضَ الإهاب مَشبوبَ العاطفة “رَيّاد” بلا تَصُنع ولامِراء.
ثمتَ “أملٌ” في صِباي ذاكَ يستحِثُ خُطاي إلى تلكَ الانَحاء ولقد كُنتُ أتحيّن موتَ أحدَ الأقارب ليَدفنَ جدّي في جيبي أجُرة “باظات” ابورجيلة الصفرأء إلى الخرطوم ومن ثمّ بصُ الديوم في غُلالتهِ الزرقاءُ إلى محطة “النيمة” وأنا قادمٌ إلى عمي نمر أبُلغه الخبرَ الحَزين بينما قلبيَ الغَافلَ السَاهي يخَفقُ بلقاء “القوازية” المُترفةُ بالشوقِ والحنَين.
أكُبرُ في الأيام والذكرياتُ” صدى السنين الحَاكي” والصُورةُ تكبرُ معي وتسطيل بالمعنى.
حي القوز العَريق منازلُ لها في القلوب منازلُ وهويَعبقُ بالعطرِ النفَاذّ في الطُرقاتِ والليالي الحَالمة وفي الخُدودَ الشَاربة من لُون الشفقْ عند المغَارب.
تمنياتُ الصحةُ والعافيةِ عمي نمر في أقصَا الصُورة وعمي مليك بَسامٌ وهو يتَوسَطنا.