سيما الجاك تكُتب:حكايتي مع رجل سبعيني طويل وقيافة عندو بريستيج واضح ويشبه الافلام الأبيض واسود
بقلم/سيما احمدحسن الجاك
زمان قضيت كم سنة كنت بسافر يومي بين نيوجيرسي ونيويورك بالبص. البص بتحرك من محطته الاولي بمنطقة جامعة برينستون الراقية قبل ما يمر علي محطتي. بطلع البص بلقي “توم” راجل سبعيني طويل وقيافة عنده بريستيج واضح ويشبه الافلام الأبيض واسود. دايماً لابس فورمال والبنطلون ابو حمالات وشايل پايپ (غليون يا قول المسلسلات المترجمة). نشأت بينا صداقة وبقيت بقعد جنبه الصباح. البص بتحرك ٦ صباحاً والناس بتنوم الا انا وتوم. انا اونس وهو يسمع. بعد ٣ سنين وكنت خلاص هتخرج من الريزيدنسي وما هاخد البص تاني، قال لي ناس المكتب هيفقدوك ويفقدوا قصصك.
ناس مكتب شنو يا توم ؟
توم طلع الزمن داك مدير قسم الاذاعة في النيويورك تايمز. وناس المكتب عندهم اجتماع يومي الصباح بيناقشوا فيه يومهم هيكون كيف وعملوا فقرة اسمها “السودانية الفي البص” زي “قيرل اون زا ترين” كده! وفيها توم بيحكي ليهم انا قلت شنو الصباح داك.
بابتسامة ماكرة قال لي كمان كان في مرة تصويت علي ياتو قصة اكتر واحدة ممتعة والقصة المفضلة كانت بتاعت البوسطة.
قصة البوسطة ابسط ما يكون لآي سوداني لكن توم وآله يدخل عليهم العدو …
يوم كلمت توم اني ما هاخد البص كم يوم ورا بعض لأني مسافرة مؤتمر في مينيابوليس . قام قال لي ولدي في نفس المدينة.
اها اي سوداني يسأل روحه هسع..…اذا زول قال ليك كده، بدون ما تفكر ، هتقول شنو؟
بالزبط!! وده القلتو انا:
يا سلام ياخ…طيب لو عندك حاجة عاوزني اشيلا ليهو وريني 🤷🏽♀️
فجاة توم الجادي جداً رمي راسه لورا وضحك بصوت عالي. لمن انتبه اني مستغربة في ضحكه البلا سبب ده، قال لي
انتي عارفة انو هنا عندنا بوسطة كويسة جدا. مش؟(بالانجليزي)
المهم، شرحت لتوم الفرق بين المجتمعات الفردية زي حقتهم والجماعية زي حقتنا والجانب التكافلي من قصة انك تشيل حاجة لزول دي. وانو ولده (اذا فيهو فايدة) بعد اوصل ليهو الامانة هيقوم يعزمني ويعرفني علي زوجته واولاده والناس بالناس ويجونا لمن يجي يزور ابوه وهكذا دواليك والشربكة الياها ليوم الدين.
لكن ما ليهم في الطيب نصيب…اليخلي البوسطة التزورو وتوانسو في كبرو.
توم قريب رسل لي ايميل يحكي انو تقاعد ليهو كم سنة ورحل هو وزوجته قرية صغيرة علي ساحل الاطلسي مستمتعين بالصيد ومركب شراعي. وولده بتاع منيابوليس بيشوفوه في الكريسماس من كل سنة الا سنة الكورونا اتشاوفو بالزووم واستعملوا البوسطة (والود ظريف يعني ..خت لي جنب كلمة بوسطة الوش ده 😉) عشان يرسلوا لبعض هدايا.
المخيف؟ في القصة دي انو الكلام ده كان ٢٠١٠. سيما بتاعت اليوم في نفس الموقف ما هترد نفس الرد ولا هتقدم العرض ده لزول. ومتأكدة اولادي كمان ولا حتي هيفكروا فيه.
والخفت عليه يا حبيبي حصل