مقالات

قتلةُ طلقاء يتبجحون

 

قتلةُ طلقاء يتبجحون
بقلم /بابكر عثمان

كانت المحامية رحاب مبارك ضمن محامي الاتهام في مواجهة قاتل الشهيد حسن محمد عمر العمدة ( 22 عاما )، والذي قتل برصاصة اخترقت عنقه وهشمت السلسلة الفقرية في تاريخ 25 ديسمبر 2018، وكان القاتل (اشرف الطيب عبدالمطلب) والملقب ب ( اب جيقة ) يتبجح بفعلته.

شعرت رحاب مبارك بالغبطة أمس بعد أن سمعت بما حل بأبي جيقة.

الشهيد حسن عمر ، كان ضمن متظاهرين في شارع البلدية بالخرطوم بالقرب من احد مراكز الاتصالات عندما اخترقت الرصاصة عنقه وهشمت سلسلته الفقرية وخرجت، لترتقي روحه الى السماء بعدها بعدة أيام.
تم القبض على القاتل بعد سقوط عمر البشير وتم ايداعه السجن، ورغم أنه عضو فاعل في جهاز الأمن ، غير ان الجهاز تبرأ منه خوفا من أن يجرجر بعض منتسبيه خلال المحاكمة التي خضع لها في عام 2020 ، ولكن يبدو انهم وعدوه بأن شيئا لن يصيبه

 

حكمت المحكمة على اب جيقة بالإعدام، وشعر والد الشهيد بأن المحكمة انصفته، غير ان تنفيذ الحكم لم يكن ممكنا ابدا، فليس هناك محكمة دستورية تصدق على مثل هذه الأحكام.
خرج اب جيقة من السجن عندما اندلعت حرب 15 ابريل، فرحا بنصر الله ( !!!) فانضم فورا الى كتائب جهاز الأمن وانخرط في الحرب، حيث يمكنه ان يتلذذ بالقتل المجاني وبالجملة.
ولكن إرادة السماء كان لها رأي آخر، فأخترق الرصاص جسده أمس في معركة امدرمان.
تتذكر المحامية رحاب هذا القاتل خلال المحاكمة فتقول (رأيت ذلته وهوانه ونقص وزنه ولم يشف غليلي علي حسن عمر)
ولكن ( اليوم سارعت عدالة السماء قبل الارض بإزهاق روح القاتل المأجور اشرف اب جيقه) وتضيف ( نحن نعلم ان ما يحدث لهم جميعا هي دعوات الامهات الثكلى علي قاتلي ابنائهم واني مطمئنة تماما ان هذا سيكون مصير قتلة الشهداء
احمد الخير
محجوب التاج
قصي حمدتو
ست النفور….وتطول قائمه الشهداء.)

لقد شفى غليل أهل الشهيد حسن عمر العمدة ، فها هو قاتل ابنهم يُقتل دون أن يجد من يشيعه.
ولكن هناك مئات الالاف من القتلى في دارفور والخرطوم والنيل الأزرق و كردفان ، ما زالوا يبحوث عن العدالة ، بينما قاتليهم طلقاء يتبجحون
يا لها من مأساة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى