
بقلم/هالة نصر
في لحظة من لحظات عمرك بيمر عليك موقف او لحظة ممكن تسميها اللحظة الحاسمة،او المؤثرة او الفعالة.لحظة بتحمل في طياتا الكتير اللي ممكن يبنيك ويغير نظرتك تجاه شخص بعينه.اوقل يخليك تشوفو صاح،وتحس كانك بتشوفو لأول مرة.تندهش من طريقه كلامه معاك،أسلوبو وحتي الفكره اللي هو مكونا عنك .واللي للاسف بتكون مرات كتيرة إنطباعية.وبعد دا بيكون عندو إصرار عجيب إنو يأطرك ويضعك في قالب معين ويتعامل معاك من خلال الإطار الواضعو ليك هو. ويزعل لو إنت حاولت تقول :لا دا ما انا،،او أنا ماكده.لتفأجا بيه بيثبت كلامو،وبإصرار شديد عايزيخليك تبصم علي كلامو وتمشي بيهو،وتهز رأسك في خنوع وتكون مجرد تابع او زول ماشي مع الجماعة.ايوه ممكن امشي مع الجماعة لكن بقناعاتي وطريقتي انا..نتفق في نقاط ونختلف من غير ماتذوب لي شخصيتي..
عندي قناعة ويقين تامين إنو ربنا خلقنا مختلفين لحكمة،وحكمة بالغة..وبالتالي مع الإختلاف دا ماالمفروض نكون كلنا في المجتمع نسخ مكررة وتشبه بعض.يعني انت طبيب لانه ربنا مما خلقك وقسم ليك المهنة دي رتب ونظم ليك كل الظروف اللي ح تخدمك لحدماتبقي طبيب،وفي غيرك محاسب وغيرو في تاجر.وفي كابتن طيران وفي وفي.. وببساطة دا كلو عشان الحياة تمشي والناس بتقدم خدمة لبعض من خلال الإختلاف دا..عليه انت لو ربنا وفقك في مجالك وكانت الحياة قدامك ماشة(باسطه)ممكن غيرك يكون لاقي كل انواع العذاب والشقا في رحلة حياتو.بس بيحاول يقوم ويواصل بكل قوة وثبات ،ومن خلال محاولاتو دي بيتصدم وبيتخذل وبتعب.لكنه مواجه الحياة.وقد يكون ربنا بيمتحن فيه .وبيختبر فيهو،ولربما انت غير ملم بتفاصيله وهو كيف بيقاوم..وبالتالي صعب إنك تسقط عليه شكل حياتك،لانه ببساطه دي حياته هو وهو ادري بشخصيته،نقاط ضعفه وقوتو،ولانه كمان كل إمرئ ميسر لما خلق له.مما قمت في الحياة دي عمري ما إستهوتني حياة المكاتب ولا إلتزامات الوظيفه.وكنت طول عمري بشعر إنها مقيدة لحريتي وشكل الحياة اللي انا ساعيه ليه.رغم كل العراقيل والمتاريس اللي ظلت تتخت امامي.لكن بذات القدر ظليت طول عمري بحترم الناس الملتزمة بوظايفا وقادرة تطلع يوميا من غير ملل وتمشي مكاتب وتعمل وترجع..لكن هل كلنا ح نكون موظفين؟؟!!
من جانب تاني القراية الكتيرة في مراحل عمري المبكرة واللي افضت بدروا في مابعد للكتابة علمتني الكتير جدا..وخلتني أشوف بمنظور قد يكون إلي حد كبير مختلف وبعيد.حتي في فلسلفتي ونظرتي للحياة.وبالتالي التعاطي المختلف مع الامور الحياتية،وإتساع رقعة التفكير..وذي ما إنت ماليك في القراية والآطلاع والثقافة.أنا مالي في شكل الحياة الترتيب وواحد ومكرر وممل.إنا إنسانه حرة.ومادمت ملتزمة بحدود حريتي ومابفرض عليك حاجاتي إذن من باب اولي انك ما تلزمني إني اعيش بنفس اسلوب حياتك
بلاقي انو الحياة دي اكبر بكتير من التفكير الضيق..وانو الدنيا دوارة وغير ثابتة وممكن إنت اليوم علي احسن حال وبكره لا،او حتي قد تكون مت إتلاشيت تماما إنتهيت..ورغم كل ذلك لابد للحياة انها تمشي.
انت شايف إنو انا ماعايشه.وانا شايفة اني انا عايشة والحياة مابس قروش.انا سعيدة بلحظة بس من العمر بعيشا بعمق بصدق،بحب.ببتسم للظروف العصيه. بنوم وأصحي علي حلم لابد يتحقق..وليس بالمال وحده يحيا الإنسان.
انا اجد نفسي في لحظة فرح من طفل برئ وخالي من نفاق الكبار.
نفسي اجدها مع ساعات في مكان هادى وجميل..
اجدها في هدوء الليل وركعتي قيام ودعوات صادقات..مع تسبيح ،مع تكبير.مع يقين بأن الله يسمعني وينجدني ويكفيني.
اجد نفسي مع عدد بسيط من الاصدقاء والصديقات الأوفياء.اللي ممكن يعزوني ويكون بينا كل الإحترام
عايزة اقول انو حياتي مش حياتك وظرفي مش ظرفك وبالتالي ما ح اكون نسخة منك..فخليني اجرب الحياة واتعاطي معاها بطريقتي، اقع واقوم واقوم واقع لحد ما اصل للنهاية لنقطه معينة،واتحمل أنا مسئولية ماوصلت إليه..وعش أنت بطريقتك..وآنا بإصراري وعزيمتي واثقة ح يجي يوم وح تلاقيني واقفة بثبات ويقين ومحققة احلامي..لانه ببساطة ماخلقت للإنهزام، وسأصل وإن طول السفر..