زيدان إبراهيم…أمي لم تتزوج بعد وفاة والدي واشتغلت (فراشة) في المستشفي لأجلي

بقلم/محمدعكاشة
إنت ما برضك حبيبنا
والحنان الفي قلوبنا
أصلوا نابع من عيونا
والمحبة الفيها لو ما إنت
ما كانت محبة
كل أشواقنا ومشاعرنا
وأحساسينا النبيلة
إنت ما أهديتا لينا
كيف نضيع أحلى ما أهديت ياغالي
برضو أسأل عن قلوبنا
تلقي فيها كنوز محبة
تلقي فيها بحور حنان
و تلقي فيها الشوق يغرد
تلقي فيها الريدة فاردة
جناحا تشتاق للربيع
…..
في ذكرى رحيله تعود إلى العاصمة الخرطوم صديقتنا “آمال” مدنفة القلب بيد أنها ريانة ببطاقات الحب والجمال.
هي تعود عوداً حميداً مستطاب تضع نقطة وسطراً جديداً تمنح الحياة فصولها والربيع.
هي قبل نحو إحدى عشرة سنة تحتفي بعيد الأم علي طريقتها في ضاحية نمرة اتنين وفي الصورة بر زيدان بوالدته وإحتراق أمه والتضحية لأجله.
الراحل زيدان ابراهيم مثل آمال هو ذاته طاقة الحب الدفاق في تجربته الغنائية وعلاقاته الإنسانية.
عودة صديقتنا “آمال” تزدحم بالصور علي الشريط وقد هيجت الذكرى وعبارته الأثيرة لدا تحية الناس (كيفك ياحبيب) وقلبه خلي من الحسد والشرور.
ثم..غداة رحيله نكتب..
هادي العلوى يبرق بمشروعه من فوق رأسى حول دور للفقراء فى أرجاء الكون.
هويتقاضانى ثلاث ليال وجمعة يتيمة وحديث أصيحابى ببيت طارق الاسيد (ثعلوب) وقدبنى بزوجة لطيفه.. هادئه..وحانية من ضلعه وشقه الأيمن وهو أرق حاشية.. يستحق الخير وهوألطف خلق الله إنساناً.
بيته تلقاء قبة سيدى الشيخ حمد النيل وللنوبة فى رحابه إيقاع يرن فى طاقة مهيبة في (العصراوى ) على طريقة العركيين لها نداء وهتاف يومض فى حنايا صديقى ميشيل هوبكن الهولندى فى إرتباطه بأرض السودان وأقوامه وأشجانه وهو يتخذ الأستاذ محمودمحمدطه موضوعاً للدكتوراة وقدهاله ماللمرأة من مقام بريع فى حياة الرجل وفكره وجمهوره.
تلك جمعة فى شتاء يقرص المفاصل ويقرضها قبل عقدمن الزمان وهذه جمعة عند ثعلوب قبل يومين من سبتمبرهذا العام.
عدت الى أهلى عشاء محزونا فى انقباض.
قرأت علوى فى بعض التفاصيل وحدقت في مجموعة صور قديمة.
وجه ميشيل فى يوم حمدالنيل وصور أخرى لى مع بعض الراحلين ولفقدالطيب صالح حزن باق مقيم.
الرابع والعشرون من سبتمبر الفين وحداشر هو يوم محزون كان يتوقى فيه أهل السودان سقوط قمر اصطناعى مهيب.
لم يسقط القمر رغم الخوف وهاجسات الليالى وغلاء المعيشة وفوضى الأسعار والروح التى تقرقر فى الحلقوم.
لم يسقط القمرليعلو كعب سيدات وفتيات وارفات بالحب والمعنى والحضورالجميل.
الصديق الفنان الشفيع عبد العزيز حسن يخض القلب الكبير ويخجه خجاً ويشجى مدمعى.
حوار عبربرنامجه (تاريخ جميل ) قبل شهور فى حضرة زول جميل.
حالة من تجليات الصدق والوفاء لاتحد.
الفتى فى يفاعته رحل والده ليجد نفسه مع شخص مخلوق بلون الطيف ليكون بعضه.. حليفه.. رفيقه.. وروحه التى بين جنبيه وعاطفته النبيله.
تحدث عن أمه التى رعته صغيراً ودللته وظلت حتى يوم رحيلها تهدهده مثل طفل رضيع.
حديث شفيف حول عظمتها وهى التى رفضت الزواج بعدوفاة والده وعملت لأجله فراشة فى مستشفى الخرطوم ثم الدايات ومربية لدا بعض الاسر الامدرمانية لتقيه الحر والبرد وترعى موهبته.
هذا الحديث وتفاصيل أخرى كان على الهواء مباشرة سيداتى سادتى.
حى العباسية مسقط رأسى ومهد صباى شرفنى ونساءه ورجاله وأطفاله وفريق الكورة والجن الأزرق والجوامع والحجروالمدر والفنان الجميل حمدالريح.
حمديحدث عن دهشته به وبالذى يجرى.
غداة رحيله كانت كل الشوارع والبيوت والقلوب في حي العباسية تجهش بالبكاء..باب الريدة وانسده.
رحل زيدان..وفى ركابه الصدق والوفاء؟!