منوعات

بروفسور فيرني وييل رايت..إنه مستقبلك فلتجعله رائعاً

 

بقلم/يحيى الحسن الطاهر

 

فرغت للتو من ترجمة الجزء الثاني من كتاب الصديق بروفيسور Verne Wheel wright ( انه مستقبلك فلتجعله رائعا ) والذي قمت بترجمته عن الانجليزية منذ عام ، الجزء الثاني من الكتاب هو مخطط عملي لتصميم وصناعة المستقبل وليس انتظاره أو بذل مجهودات عبثية للتنبوء به واستبصاره ، الكتاب يمثل مغامرة معرفية للانتقال من الخرافة والأسطورة والسحر الى الحداثة والتفكير المنهجي العلمي …سيكون الكتاب متاحا – بعد طباعته بالولايات المتحدة الأمريكية – منتصف الشهر المقبل على موقع أمازون …ولاعطاء فكرة حول الكتاب اقتبس هنا بعضا من المقدمة التي قمت بكتابتها للكتاب :

مقدمة المترجم

حفل التاريخ الانساني منذ بواكيره الأولى بمحاولات مريرة من الانسان لاستنطاق المستقبل : قراءته وفض ألغازه بغية السيطرة عليه وتحويل مساره الى ما يخدم مصلحته الخاصة ، ما يسمى بالاستبصار prediction أو precognition كما تطلعنا الكشوف الآثارية في حضارات الكهوف ، والحضارات الفرعونية والكوشية عن وسائط ومعارف مرتبطة بمحاولات استكناه ما سيأتي ، منها ما يستعين بالنجوم والرمل والحصى ، ومنها ما يعتمد على الأرقام والحروف ، ومنها ما يعتمد على قوى باطنية وروحية ( الاتصال الروحي ،التأمل ، التخاطر ) وغير ذلك ، مما تحفل به كتب وأبحاث في معارف شتى تتعلق بوجودنا في هذا الكون المليء بالأسرار .

في مؤلفه الأول : it is your future make it a good one والذي قمنا بترجمته الى : انه مستقبلك فلتجعله جيدا ، يرسم البروفيسور وعالم ( المستقبليات الأشهر ) فيرني وييل رايت Verne Wheel Wright مخططا عمليا لتصميم وصناعة المستقبل وليس انتظاره أو التنبؤ به وبذل جهود مضنية ، قد تفلح أو تفشل لاستبصار ما سيأتي لنكون أكثر استعدادا لمواجهته ، هل هي اذن نزعة برغماتية ، ذات منشا عقلاني وعملي تمثل جوهر الثقافة الأمريكية المعاصرة، في مواجهة نزوع روحي استبصاري قديم ؟

في هذا الكتاب الذي أعتمد مؤلفه على تقنية السرد للسيناريوهات المحتملة للمستقبل ، نتعلم كيفية تصميم مستقبلنا من خلال وضع تصورات وخطط وبرامج تستصحب ما نتوقع حدوثه من أحداث : في محيطنا الخاص ، الاجتماعي ، أو حتى الكوني .

لعمري …انها روح انسان العصر : تحويل غسق الآتي وغموضه الى نهار ساطع وكلي الوضوح !

والاستعاضة عن السحر ، الكابالاه ، الاتصال الروحي ، التنجيم وغير ذلك من فنون وضروب التنبؤ بالمستقبل ، بالتخطيط المنهجي ، جداول البيانات ، الخطط ، والاستراتيجيات ..

ولكن

تظل دوما ( المعرفة والحكمة ) في نسقها التاريخي القديم

وفي تجليها المعاصر واستنادها الى منجزات الحداثة

في تواز حميم

وليس بينهما ثمة صراع أو تضاد

فأعتى العلوم منهجية وصرامة

تستند في جذورها ، ونظرياتها على نظام عرفاني وليس معرفي

وقد يتوكأ من يزعم ان العلم هو البديل لأنظمة المعرفة القديمة ، التي قد يسميها محض خرافات ، قد يتوكأ على عصى خجله وهو يسعى سرا الى محفل ما حيث المستقبل مشاع عبر : الرمل والحصى ، النجوم ، والأرواح الصديقة

ما يهمنا ، في عالمنا العربي ، ان هذا الكتاب يرشدنا الى فضيلة غائبة في ثقافتنا واسلوب تنشئتنا لأجيالنا : فضيلة التخطيط الاستراتيجي الذكي للمستقبل ، وضع الأهداف والتخطيط العملي لبلوغها وتحقيقها ، ولعل هذه الثيمة وحدها تكفي !

يحى الحسن الطاهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى