مني الخير

امير احمد حمد
رائدة من رائدات الغناء النسوي في السودان حباها الله بصوت استطاعت به أن تحتل مكانا عليا في نفوس ومعجبي الفن السوداني الأصيل وخاصة وقد سبقتها أصوات من بني جنسها وخشيت ان يضل صوتها ولا يصل إلي المستمع السوداني
جاءت وظهرت بعد الفنانتين عائشة الفلاتية وفاطمة الحاج
ولكنها استطاعت أن تثبت أقدامها بصوتها الجميل صوت شبه في حينه بصوت المغنية العربية الجهيرة السيرة فيروز فكان صوتها حقا فيروزي الخامه فكانت القامة الأعلي بين نديداتها فنيا في ذلك الزمان
بدأت مني خير الله وهو اسمها الحقيقي الغناء وهي ابنة أربع عشرة سنة فقد بدأت بترديد أغنيات البنات واغنيات التم تم التي كانت سائدة في ذلك الزمان وقد ظهر إيقاع التم التم في أمدرمان عام 1935 عن طريق تومات كوستي كانت تحمل اغنياته كلمات مبتذله ولكن ظل إيقاعه محببا للمستمع السوداني الي يومنا هذا وعمد مجموعة من الشعراء الي تبديل كلماته المبتذله الي كلمات تتناسب مع الذوق العام منهم الشاعر سيدعبدالعزيز وعبدالرحمن الريح واخيرا السر دوليب
كانت الفنانه مني الخير متاثرة بالفنانه رابحه خوجلي الشهيرة برابحه تم تم التي كانت تصحبها في كثير من حفلات الافراح وبيوت الاعراس في العاصمة وفي واحده من هذه الحفلات استمع اليها الملحن العظيم خليل أحمد عبدالعزيز وأعجب بجمال صوتها وراهن عليه بأن يكون له شأن عظيم وقد كان
وجه لها الدعوة بأن تحضر إليه في نادي الخرطوم جنوب لضمها لفرقته وتعتبر الفنانه مني الخير اول عنصر نسائي ينتمي لفرقة الخرطوم جنوب وكان للملحن خليل أحمد الفضل في صقل موهبة مني الخير وتعليمها الغناء الحديث وقد اعترفت مني نفسها بفضله عليها
وتعتبر اغنية الحقيبة مارأيت في الكون يا حبيبي أجمل منك في دلالك وتيهك وجهالة سنك هي أول اغنية عرف بها الناس مني الخير بصورتها وأسلوبها الحديث وهي من كلمات عبقري الأغنية السودانيه الأستاذ عبدالرحمن الريح وذات الأغنية اول ماعرف بها الناس الشاعروالملحن عبدالرحمن الريح التي نظمها عام 1938وتغني بها الفاضل أحمد ومن ثم عبقري الألحان السودانية كرومه
استطاعت الفنانه مني الخير ان تسجل بالإذاعة ما يربو علي ال50 اغنية تعاملت فيها مع عدد وافر من الشعراء والملحنين علي رأسهم الشاعر إسماعيل حسن التي غنت له اغنياتها الأولي مثل اغنية عشان هواك غنيت قمرية فوق الدوح واغنية رسائل التي فازت بها مني الخير في واحد من المهرجانات النسوية عام 1958 وغيرها كما غنت من كلمات السر قدور والنعمان علي الله والسر دوليب و سعدالدين ابراهيم ومحمد علي ابوقطاطي كما تعاملت مع عدد من الملحنين علي رأسهم خليل أحمد وعلاء الدين حمزة وأحمد زاهر وغيرهم كما لاتنسي تعاونها الكبير مع الأستاذ عبدالرحمن الريح ودخولها مدرسة حي العرب الوتريه وقد منحها عدد من الأغنيات ظلت علامة بارزة في حياة مني الخير الفنية ولعل أبرزها اغنية (عيون المها) التي أبدعت في أدائها مني الخير وقد قيل أن ود الريح كان مفتونا بجمال وادب مني الخير وقد الهمته كتابة العديد من اغنياته وعلي رأسها الأغنية
أعلاه وغيرها ونورد هنا نص اغنية عيون المها التي تغني بها الكثيرون لجودة كلماتها ولحنها وقد أبدع حقا في أدائها الراحل عبدالعزيز العميري
يا عيون المها ياعيون
ياعيون انت لون الليل
زي لونك سوادو كحيل
كلاهما اراهو جميل
زاهي صافي اللون
علمتيني كيف اهوي
يرتاح قلبي للنجوي
باسم الليل هدوء وسكون
الحب بامناي أشواق
وانتي الورد وانا اهواك
سبحان الذي سواك
واهداك من بدايعو فنون
ياعيون فيك (مني) واحلام
فيك للعاشقين الهام
في صمتك رموز وكلام
يا عيون نظرتك إسعاد
للعاشق معاني بعاد
لمعانك أسرني وزاد
كما غنت له أيضا اغنية أنا ما بنساك واحلام الشباب وأيام حبيبي من ألحان بابكر محمداحمد وأغنية يا منى عمري وزماني قلبك ليه نساني
ويبقي لنا أن نشير بأن الأستاذة مني الخير من مواليد مدينة الخرطوم منطقة بري أبو حشيش عام1937وقيل أن جدها مؤسس حي ابوحشيش ببورتسودان وانتقل بالاسم الي منطقة بري ابوحشيش وقد توفيت في مستشفى الخرطوم عام 1980 وعمرها لم يتعد الثالثة والأربعين ويقيني أن عمرها قصير ولكن علي قصره تمكنت من وضع بصمتها علي خارطة الفن السوداني وأصبحت علامة بارزة ورائدة من رائدات الفن نسأل الله أن يسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
امير احمد حمد