الطيب صالح..الليلة يستقبلني أهلي

كتب/محمدعكاشة
” الليلة يستقبلنى أهلى
خيل’’ تحجل فى دائرة النّارِ ،
وترقص فى الأجراس وفى الدِّيباجْ
امرأة تفتح باب النَّهر وتدعو
من عتمات الجبل الصامت والأحراج
حرّاس اللغة – المملكة الزرقاءْ
ذلك يخطر فى جلد الفهدِ ،
وهذا يسطع فى قمصان الماءْ.
الليلة يستقبلني أهلي
أرواح جدودى تخرج من
فضَّة أحلام النّهر ومن ليل الأسماءْ
تتقمص أجساد الأطفالْ.
تنفخ فى رئةِ المدّاحِ
وتضرب بالساعد
عبر ذراع الطبّالْ.
الليلة يستقبلنى أهلى
أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي
إبريقاً جمجمةً
مُصلاَّة من جلد الجاموسْ
رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ
لغةً تطلعُ مثلَ الرّمح
من جسد الأرضِ
وعبَر سماء الجُرح”
صديقنا الوريف أمين زوربا في القاهرة قبل عقدين من الزمان كنا ننتدبه للمكرمات في أيام عصيبات.
زوربا طاقة عمل مهيبة وذكاء متقد وحالة إقبال جدي علي قضايا الوطن والهوية والجمال.
زوربا من مهجره البعيد يستثير أشجاني هذا الصباح وهو يبعث إلي بهذه الصورة توثق لحدث بارز بدار الأوبرا قبل ستة عشر عاماً كان بطله “سيدنا” الطيب صالح يوم فوزه بجائزة الرواية العربية.
الطيب صالح في خطابه أمام المحفل المحتشد أكد اعتزازه بأهله السودانيين ونبلهم وشجاعتهم وتفردهم في الخافقين.
في تلك الليلة جئنا لنحتفي مع (شيخ الطيب) في يوم عرسه ليحتفي هو بنا وبالسودان وأهله.
قمنا إليه جماعة نصطحبه يتقدمنا الراحل العظيم التجاني الطيب بابكر والروائي احمد الملك والصحافي والشاعر زين العابدين أحمد محمد والفنان أيمن حسين ومنعم وأمين زوربا.
رحم الله الطيب صالح رحمة واسعة.