الفريق طه عثمان الحسين.. الجدري الصبغ القراحّه
بقلم/محمد عكاشة
________
لم تتعرض (منظومة) حكومة الإنقاذ لهزة كادت تعصف بها أشد قوة من تلك السنوات التي نبت فيها من (بين فرث ودم) الفريق طه عثمان الحسين وهو يرقي قولاً واحداً مديراً لمكاتب رئيس الجمهورية في أخريات سنوات عمر البشير فالرجل بسحرساحر ضرب سياجاً محكماً حول الرئيس ورسم مسرحاً لحركته قيده به لا يتعداه قيد أنملة إبتداء من المقابلات الرسمية وصناعة قراراته وكذلك برنامج مشاركاته الإجتماعية وحتي حين يضع ثيابه من الظهيرة.
الرجل أحدث بلبالاً عظيماً في دوائر الأمن والمخابرات ودهاليز الحركة الإسلامية وفي عمل الوزراءوالمسئولين بالدولة إذلم يكن باستطاعة أحدهم مقابلة الرئيس إلابعد (تحقيق) وإستقصاء بل طفق بعض (الوزراء) يتصيدون الرئيس في مشاركاته الإجتماعية الخاصة ويلحقون به رجاء لقاءه ولقد ثارت ثائرة بعض الإسلاميين حين بلغ السيل الزبي بمقالة مشهورة التداول تسائل عمن هو الفريق طه الحسين؟! حتي صاح الرئيس من الذي يكتب؟!!.
طه الحسين تجاوز صلاحياته ومناط تكليفه كموظف مهمته تنسيق وتنظيم جدول أعمال رئاسة الجمهورية إلي تنصيب (سعادته) دولة بذاته يتصرف حراً في كل شيء.
يتصرف في المال والإقتصاد وتنقلات المسئوولين وفي حركة المجتمع والفن والرياضةليلتف حوله بعض الأشقياء الأدعياء من الإعلاميين والانتهازيين (قائمة) كل نظام و(هتيفة) كل ناعق فليس ثمت مايخسرونه فهؤلاء شرذمة قليلون يغيظون ولقد أنشأوا مجموعة واتساب باسم (أخوان الفريق) يبثونه الأخبار ويمجدون خصاله وفعاله وهم يطربون إذا رغب ويغضبون إذا ماغضب وهؤلاء حين جاء خبر الإطاحة به تسللوا من (القروب) لواذاً وأعينهم تروغ في محاجرهم كالمغشي عليه من الموت غير أن (الفريق) كان يعرف أقدارهم و(يزدريهم) فهم يخفون عند (الطمع) ويتثاقلون عند (المفزعات) من الأمور ومن بين هؤلاء (سجين) إستوزر بٱخره ومنهم من تخفي حين سقط النظام ليظهر في ثياب (المدنية) ضمن طاقم أعمال رجل تطارده مطالبات دولية،،بل إن (جوقة) من الفنانات اللائي (هبطن) علي حين غرة ولجن (بلاط) الرجل مثل تلك التي (دقشت) سوق (الكسر) لتتعثر في الديون والمطالبات ليهب لنجدتها طه(حلال) المشبوك.
طه الحسين في فترته القصيرة كشف هشاشة حكم البشيرفهو كمنسأة سيدنا سليمان والذي لم يكن بحاجة إلي (مليونية) تهوي به.
طه عثمان الحسين كان يقوم بأدوار عديدة لاحصر لها ومن ضمنها عقد (تحالفات) للسودان علي الصعيد الدبلوماسي في قضايا إقليميه بالغة الدقة والحساسية هي من صميم عمل وزارة الخارجية علي أقل تقدير الأمر الذي جعل الرئيس البشير يتردي في (متاهته) يخبط عشواء بلا رؤية ولا كتاب منير مما جعل السودان (أمثولة) بين الأمم والشعوب لترث حكومة دولة الرئيس حمدوك علاقات دبلوماسية مهلهلة ذات ثقوب ولذا فإن فريق عمل الحكومة الانتقالية جابه مهمة عسيرة لإصلاح العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقه وماشهدته الاسابيع الماضية من جولات في الأمم المتحدة وبعض دول الجوار لهي محاولة لاستعادة دور السودان في المحافل الدولية والاقليمية ولقد كان لدعم بعض الدول الاوروبية سهم نافذ لتهيئة المناخ ولفتح مسارات ٱمنة ليصعد فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون إلي عليائه من فوق منصة الأمم المتحدةيبدي إعجابه بشجاعة الشعب السوداني وثورته (السلمية) وهو يعدها ملهمة للشعوب لإحلال السلام في العالم وماكرون من ذي قبل ضرب مثلاً بخطابه إلي الثائرين ببلاده بالقول:-
(انظروا إلى الثورة السودانية وسلميتها والتي شارك فيها أكثر من (5) ملايين معتصم، ولكن لم نر عنفاً أو ممارسات غير أخلاقية، ويجب أن نعي جميعاً الدرس بأن مؤسسات الدولة ملك للشعب).
الرئيس ماكرون رجل ترفع له القبعات فهو من أوائل الذين قدموا الدعوة للرئيس حمدوك لزيارة بلاده وهو يقود جهدا لحث الولايات المتحدة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب فضلاً عن دعوته لتنظيم مؤتمر دولي جامع لإعفاء ديون السودان وابتدر بتقديمه دعما مقدرا منه في هذا الصدد.
فرنسا من الدول الصديقة للشعوب الافريقية وظلت حفية بعلاقاتهاالراسخة مع السودان وشعبه لاتنفك تقدم الدعم والعون الفني والتقني المثمر في مختلف المجالات وهي داعم باستمرار لحق الشعوب في الحرية والسلام ولذا يجب الاستفاده من دور الرئيس إيمانويل ماكرون ومكانته لإحلال السلام ولإدماج السودان في محيطه الإقليمي والدولي عضواً فاعلاً وإيجابياً ونظاماً ديمقراطياً يسهم في مكافحة التطرف والإرهاب ويسعي لرفاه شعبه ومواطنيه.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أخو الأخوان)..تحية واحتراماً.
_________
صحيفة صوت الأمة-
الاثنين14اكتوبر2019