انشاء القاعدة البحرية الروسية في السودان

انشاء القاعدة البحرية الروسية في السودان
كتب/محمدعكاشة
ماتزال ردود الأفعال تتري بشأن العلاقات بين موسكو والخرطوم عقب زيارة الفريق محمد حمدان دقلو الرجل الثاني في المجلس العسكري إلى روسيا في فبراير الماضي بعديومين من بدء روسيا حربها على أوكرانيا في زيارة هي الأطول لمسئول سوداني استمرت لستة أيام حسوماً.
العلاقات السودانية الروسية حلقات مستمرة لعقود من التعاون بين نظام عمر البشير الذي بادر قبيل سقوطه باسابيع بزيارة مفاجئة إلى دمشق التقى فيها الرئيس بشار الأسد وداعماً للدور الروسي في الشام وهو ماعده المراقبون وقتها بأنها قفزة في الظلام ومناورة بائسة تستفزز الولايات المتحدة وحلفائها الذين يناصبون نظامه العداء بلا عائد.
زيارة حميدتي إلى موسكو اجتراء على العقوبات الأمريكية التي اتخذت رداً علي الانقلاب على الفترة الانتقالية الذي نفذه البرهان وحميدتي واطراف اتفاق جوبا للسلام.
من الأهمية بمكان النظر إلى المصالح المرسلة بين بوتين وحميدتي مثل تركيز موسكو على موارد الدهب السوداني الذي يسيطر على مناطقه الفريق حميدتي وقواته في عدد من المواقع وهو مااكدته صحيفة “ديلي تلغراف” بأن بوتين استعد للعقوبات الدولية جراء حربه ضد أوكرانيا بالذهب المهرب من السودان بمئات الأطنان بصورة غير شرعية عن طريق حميدتي وقواته.
حميدتي من مصلحته كما يشير بعض المراقبين أن يعمل علي امضاء المصالح الروسية في السودان بإنشاء قاعدة بحرية عسكرية في منطقة البحر الأحمر بمقابل تعزيز علاقاته مع “فاغنر” شبه العسكرية لتدعيم موقفه في السلطة وحمايته إذا لزم الأمر من أخطار محتملة متوقعه بسبب الخلافات بينه وقادة الجيش من جهة ومن قيادة تنظيم “الإخوان المسلمين” الحاضنة السياسية للفريق البرهان من جهة أخرى.
روسيا باتت الآن أكثر حرصاً على إنشاء القاعدة بمايسهل معه السيطرة على منافذ مهمة في القارة الأفريقية وسد الذرائع على نفوذ واشنطن وحلفائها في المنطقة.
مشروع القاعدة البحرية في روسيا طلب قام بعرضه الرئيس البشير في العام2017 غير أنه لم يلقي الرد بشأنه من القيادة الروسية والتي عاودت في نوفمبر 2020م بعد سقوطه للمطالبة به إلا أن حكومة الفترة الإنتقالية تباطأت عن الرد بشأنه لجملة اعتبارات موضوعية أدناها المساعي مع المجتمع الدولي لرفع العقوبات المفروضة على السودان والتي يمكن أن تتعثر بمجرد الاقتراب من روسيا ناهيك عن إبرام معاهدات على درجة عالية من الأهمية والحساسية مثل انشاء قاعدة بحرية غير أن تطورات الأوضاع عقب انقلاب المجلس العسكري في25 أكتوبر حدت به إلى المغامرة والتلويح بعصاة روسيا في حال تمادى الولايات المتحدة الأمريكية في رفض إجراءات البرهان الانقلابيه وفي محاصرة السودان بوقف المساعدات الدولية في ظل ضغوطات اقتصادية باهظه واحتجاجات شعبية متزايدة.
موسكو والخرطوم في ظل الظروف الحالية التي تمر بالبلدين حرب تقودها موسكو وضغط خارجي وداخلي في الخرطوم يؤخر مسعى التقارب بين البلدين وقرار البت بشأن القاعدة الروسية سوي أنه غير بعيد المنال في الغد القريب فهو دين واجب السداد لجهة دعم روسيا غير المحدود لإجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي.