عندمقام السيدة زينب..فضحني عيوني وكشفن أسرارو

عندمقام السيدة زينب..فضحني عيوني وكشفن أسرارو
بقلم/محمدعكاشة
عند مقام السيدة زينب (أم العواجز) وجدتني ودموعي جاريه (هميله) وحالي من فرط الحب (الشديد) مثل الشاعر الغنائي مع الفارق في الحالين:-
فضحني عيوني
كشفن أسرارو
دي العيون لو رادو
مابعرفوا يدارو
…
كان دعبل الخزاعي في صباه فتى وسيماً رطيب الغصن يخلب ألباب جاراته يصبو إليهن ولايمل ثم هو بآخره يثوب إلى رشده يستفيض بحب (آل البيت) تهمي ادمعه وقلبه منفطر مدنف وهو ينشد:-
سَـقــــياً ورَعــــياً لأيـّاِم الصَّبــابات
أيـّـــامَ أرفـــلُ فــي أثــوابِ لـــذاتـي
أيامَ غـُصني رطيــبٌ من لدونتـهِ
أصبَُــو إلى غيـِر جــاراتٍ وكنــاتِ
دّع عـنكَ ذكـر زمان فاتَ مطـلــبُهُ
وأقذِف برجلك عَن متن الجهالاتِ
وأقصـِد بكُـلَّ مديــح ٍ أنت قائلــــهُ
نحـوَ الهُـــداة ِ بنـي بيـتِ الكـرامــات
دعبل الخزاعي يجعل (ديوان) شعره موثقاً لسيرة ومناقب وحيوات آل بيت رسول الله في أبهى صور (الحب ) التماعاً فلقد رسم عبرقصيدته (التائية ) الخالدة في مائة وخمسين بيتاً مالحق بهم من مصيبات خصوصاً مقتل الإمام الحسين ليتوجه بشعره إلى أمه السيدة فاطمة بضع سيدنا رسول الله:-
أفاطــمُ لـو خِــلتِ الحُسيــنَ مُجّدلاً وقد مــــاتَ عَطـشاناً بشط فُـرات ِ
إذن للطمــت الخــدَّ فاطـــمُ عنــــدهُ وأجريتِ دَمع العينِ في الوجنات
توُفـوا عِطاشاً بالفرات فليتـنـــــي توُفيّت فيهم قبل حينِ وفاتـــــي
…
دعبل الخزاعي يجعل من (محبة) آل بيت رسول الله زيادة في الحسنات وتنزل الرحمات ولدخول الجنات وهو ينشد:-
فيا ربَّ زدني من يقيني بصيرةً وزد حُبَّهم يا ربَّ في حسَناتي
أُحبُّ قصيَّ الرَّحمِ من اجلِ حُبكُم وأهجرُ فيكم أسَرتي وبَناتي
فاني من الرحمن أرجو بحبَّهم حياة ً لدى الفردوس غير بَتات ِ
بـناتُ زيـــــادٍ فـي القصــــور مصـونـــَة وآل رسُــــــولِ الله فيَ الفلوات
….
ومثل دعبل في حب آل بيت رسول الله شاعر آخر عاش مثله في يفاعته طليقاً وهوهمام بن غالب بن صعصعة المكني أبي فراس والملقب بالفرزدق ولقد اتصف بالتعالي والغرور وغلظة الطباع وتجهم الوجه ولقد كان نهازاً للفرص يبتز الخلفاء والأمراء يمتدحهم تارة ثم يهجوهم أخرى ثم يعود إلى مدحهم كرة ثالثة بيد أنه كان محباً لآل بيت رسول الله على نحو ملك عليه شغاف قلبه ليحتبسه هشام بن عبدالملك حين حج يطوف بالبيت الحرام ولم يستطع علي كثرة الزحام من استلام الحجر الأسود فاستقل كرسياً حتى أقبل زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب فتنحي له الناس لهيبته ليسأل من هذا لينشده الفرزدق:-
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ، بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه،
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا، يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا،
حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ،
لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ