أعمدة

نماذج سودانية و حروف للوطن


أوتاد  

أحمد الفكي

بعيداً عن عبقريات العقاد ، يطيب لي أن أتطرق لعبقرية الإنسان السوداني ذلك الزول أي الإنسان العظيم gentleman صاحب القِيَم الكريمة و الأخلاق الرفيعة و هو المميز بين الشعوب بمناداته يا زول . 

نعلم علم اليقين أنَّ الكمال لله عزَّ و حلَّ و لا يخلو مجتمع من الظواهر السالبة و الإيجابية Negative and positive phenomena و لكن بفضل الله إنسان السودان تتفوق ظواهره الإيجابية على السلبية فكسب بذلك إحترام الشعوب الأخرى وذلك واضح البيان للعيان في بلاد الغربة أياً كانت في الدول العربية أو الأوروببة و فق ما يُشاهد و يتداول في كافة الوسائط المتعددة من وسائل التواصل الاجتماعي .
من النماذج السودانية السمحة التي تحمل رسائل المسؤولية المجتمعية و ترفع من سمعة إنسان السودان سأكتفي بنموذجين فقط و كلاهما من منبع ديننا الحنيف الأول كنت بصحبة الأخ د/ عوض بخيت محمد خالد من أبناء الطالباب في سيارته تلبية لدعوة عشاء ، تطرقنا للحديث عن الطفرة و البنية التحتية لشوارع مدينة حائل و نصب كاميرات مراقبة سير السيارات في بعض الشوارع التي خففت من عمليات تواجد حملات التفتيش المروري لرصد المخالفات ، فحكي لي إنه ذات يومٍ خرج من بيته مسرعاً لمشوارٍ ما و قاد سيارته و في إحدى اامنعطفات صادف أن وجد حملة تفتيش و عندما اقترب منه رجل المرور طلب منه أوراق السيارة، تحسس جيب بنطاله فلم يجد المحفظة التي تحوي إقامته و رخصة القيادة و إستمارة السيارة فتذكر أنه قد قام بتغيير ملابسه فقال للعسكري نسيت الأوراق في البيت فقال له يازول تحرَّك أنت صادق . قال لي بعد أن أنجزت مشواري ذهبت إلى منزلي و أخذت المحفظة و عدت إلى مكان التفتيش مرة أخرى و مديت للعسكري الأوراق التي طلبها فقال لي : ( يازول أنا قبيل ما قلت لك أمشي و صدقتك ) قال له د/ عوض لا أنا رجعت إليك لأقول لك أنت آحساسك َ و حسك هو الصادق .
من جانبي قلت للأخ عوض جزاك الله خير بفعلتك هذه ترفع من اسهم الإنسان السوداني في بلاد الغربة .
النموذج الثاني الذي حمل عنوان فالنرفع القبعة لهذا السوداني حيث المشهد الذي انتشر عبر الواتساب لذلك الشباب الذي أجريت معه الكاميرا الخفية في وسط لندن وهو لا يدري وقد نجح في اجتياز الإختبار الذي كان فحواه ( تحدي ان ياخذ جرعة من قارورة خمر و يمنح مبلغ مالي ٥٠٠ دولار أمريكي فرفض ثم ارتفع الإغراء و عُرض عليه سيارة BMW آخر موديل فرفض أن يتجرع جرعة من الخمر موضحاً للمذيعة أنه مسلم و الخمر حرام ، فجاء الشخص المشارك في الكاميرا الخفية وهو مسلم من الجنسية السورية فعُرِضَ عليه نفس ما عُرِض على السوداني فاستجاب للطلب بحجة أن يكسب السيارة مقابل جرعة واحدة من الخمرة فما كان من السوداني إلا أن يمنع السوري من أن يأخذ شرفة من الخمرة و يدخل معه في مشاجرة حتى تمكن من دلق الخمر على الأسفلت و رمي الزجاجة في برميل النفايات فما كان من السوري و المذيعة البريطانية إلا أن يكشفا للسوداني أنهم كاميرا خفية فكانت دهشة المذيعة البريطانية و هي تقول سوداني عظيم . لم يتوقف المشهد بل تواصل ان مُنح جائزة مبلغ مالي فتبرع به لمساعدة المحتاجين .
* آخر الأوتاد :
شاهدت عبر قناة تلفزيون السودان حلقة من برنامج حروف للوطن تقديم الإعلامية نجود حبيب َ كان ضيف الحلقة الشاعر الأستاذ إبراهيم جابر فكانت حلقة دسمة بكل ما فيها من الكلمة في الحلقة ذرف الشاعر الأستاذ إبراهيم جابر الدمع و كذلك نجود حبيب و من خلف الشاشة شاركتهم ذرف الدمع .
أتمنى إن تعاد تلك الحلقة مرات و مرات حتى ينعم بمشاهدتها أكبر عدد من السودانيين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى