الأمل و حكومة الأمل

أوتاد
أحمد الفكي
قديماً قيل لو لم يكن ثمة أمل لانفطر القلب . وفي لامية العجم للطغرائي :
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
جميعنا يعلم أنَّ الأمل يلعب دوراً محورياً في تشكيل تجربة الإنسان الحياتية، إذ يعزز الإنجازات الشخصية والدافعية للنجاح، كما يساهم في توطيد العلاقات الإنسانية .
نستطيع القول أنَْ الأمل هو حُسن ظن العباد بربهم، ونور الحياة، وخُلق يؤسس به الشباب مستقبلهم، ويبنون به مجدهم ، ويرفعون به رايتهم ، وهو قوة دافعة تشرح الصدور ، وتنير القلوب ، وتنشط الأبدان ، و تعلى الهمم .
كما يُعتبر الأمل إكسير الحياة فهو الدافع وراء كل جهد وسعي في الحياة فهو الذي يدفع الطالب للنجاح و الزراع للحصاد ، والتاجر للربح ، والجندي للنصر ، والمريض للشفاء ، والمؤمن لطاعة ربه . لذا يُرجى من حكومة الأمل التي رفع شعارها رئيس الوزراء د/ كامل إدريس أن يُضيء نورها ليطرد ظلام الفقر و الفساد و يعود للسودان هيبته الإقتصادية وفق المربع الأمني ، الزراعي ، الصناعي ، و الخدمي . و ما هذا على الله ببعيد .
ليكون التنادي 🙁 يا الحاج أخوي يلا الزراعة .. نزرع نتيرب نحقق أملنا ) و ليعد التاريخ مقولة ( لن تسقط لوزة قطن واحدة ) لنرى الصناعات التحويلية بأنواعها المختلفة تُحقق الإكتفاء الذاتي و لما لا يُعاد شعار نأكل مما نزرع و نلبس مما نصنع وهنا يجب الإهتمام بصناعة الغزل و النسيج و لننظر لإنتاج دولة بنجلاديش و جودته العالية الذي وجد المساحة في السوق الخليجي ، كما ينبغي الإهتمام بالخدمة المدنية و ما أدراك ما الخدمة المدنية التي يجب أن ترتكز على الكفاءة و الإنضباط و هي سنام مؤشر نجاح الدولة .
تجدر الإشارة أنَّ كلمة الأمل قد وردت بلفظها المعروف في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى : ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) 3 الحجر .
أما في السُّنة النبوية فنجد الأمل : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي ، فقدم أبو عبيدة بمالٍ من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف تعرَّضوا له ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ، ثم قال: أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء ، قالوا : أجل يا رسول الله، قال : (( فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ )
من أقوال الإنجليز قال الشاعر ألكسندر بوب : Hope springs eternal in the human breast الأمل ينبع على نحوٍ سرمدي في الصدر البشري .
و لأبي الطيب المتنبي :
قد شغل الناسَ كثرةُ الأمل
و أنتَ بالمكرُماتِ في شُغُل
* آخر الأوتاد :
الحمدُ لله الذي جعل باب الأمل والرجاء والثقة بعفوه مفتوحاً عن التائبين بعد الزلل والوقوع في المعاصي، وأزال من نفوسهم اليأس القنوط ، نجد ذلك في الحديث الشريف : عن أبي موسى الأشعري رضيَّ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا)
اللهم وفِّق حكومة الأمل لنهضة السودان و أنعم على أهله بالأمن و الأمان و الرخاء ، إنَّكَ سميع قريب مُجيب الدعاء .