لوحة المحجوب و حفظ ماء وجه الوفد

أوتاد
أحمد الفكي
الطالبة أريج بنت المحامي الضليع عبد العزيز محمد أحمد الفكي كما يُعرِّفه الرياضي المطبوع الرئيس الأسبق لنادي إتحاد مدني ( الرومان ) و البرلماني العتيق الأستاذ عبد الله بابكر محمد علي . أريج تشق فضاء فن الرسم بسرعة الصاروخ فهي موهبة سودانية سيكون لها شأن في عالم فن الرسم ، فقد قامت في اليومين السابقين برسم واحدٍ كان من أعمدة السياسة السودانية الذي يجد كافة التقدير والاحترام عندما يتم ذكره في المجالس المختلفة لما لا وهو محمد أحمد المحجوب، الذي أبصر النور في العام 1908 و فارق الفانية في العام 1976 و هو الشاعر و المؤلف و المهندس و المحامي و القاضي و السياسي . الذي قاد حزب الأمة و كان وزيراً للخارجية و رأس مجلس وزراء السودان و هو من أعاد العلاقة بين الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود و الرئيس المصري جمال عبد الناصر و في عهده كانت اللاءات الثلاث التي أصابها التَّبَخُر .
إختيار الفنانة أريج لرسم شخصية محمد أحمد المحجوب ينم عن وعي سياسي للجيل الصاعد حيث يعتبر المحجوب واحد من الذين كانت لهم بصمتهم لنيل السودان إستقلاله و هو واحد من أبرز قادة حزب الأمة عندما كان حزب أمة يهز و يرن بحق و حقيقة قبل أن تصله يد الضياع من جماعة ( يا ربي هاو آي بُت إت) الذين وضعوا أيديهم فوق أيدي الأوباش عرب الشتات الجنجويد مليشيا الدعم الصريع .
رسمت أريج صورة محمد أحمد المحجوب فكانت النتيجة صورة طبق الأصل An exact copy و إن شئت فقل Transcript .
تجدر الإشارة أنَّ الرسم هو أحد أنواع الفنون المرئية و هناك أنواع عديدة للفن، منها ما زال عبر التاريخ، ومنها ما ظهر حديثاً . في سوداننا الحبيب أعاد الله له مجده و إستقراره و أمنه و اقتصاده و رفاهية شعبه ، نجد كلية الفنون الجميلة وفيها كل ما يحتاجه الطالب في المجال الذي يختار أن يُنمي قدراته و موهبته فيها .
و بمناسبة لوحة محمد أحمد المحجوب التي أبدعت فيها النابغة أريج أُذكِّرك عزيزي القارئ بأشهر خمسة رسامين في العالم ، الإيطاليان ليوناردو دا فتشي و مايكل أنجلو ، الهولندي فينسنت فإن غوخ ، الإسباني بابلو بيكاسو ، و الفرنسي كلود مونيه .
قبل الختام للشاعر الصوفي جلال الدين الرومي عبارة شهيرة سارت بها الركبان وهي الجنون فنون ، نجدها في بيت شعره الذي يقول :
ولقد عيروني بالجنون فأجبتهم
أهوى جميلاً والجنون فنون .
* آخر الأوتاد :
حكى لي من أثق في حديثه وهو ذو ثقافة عالية في السياسة و الرياضة و الفن ، حدثني عن حِكمة محمد أحمد المحجوب و ما يتمتع به من جبر الخواطر فقال لي في إحدى مناسبات أهل أربجي الإجتماعية تمت دعوة حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي و المحجوب لتأسيس منشأة رياضية َتم فتح باب التبرعات و في الكراس سجل الصادق المهدي مبلغه و بجواره اسمه كاملاً ، و ذهب الكراس إلى المحجوب فكتب مبلغه و لم يسجل اسمه فقط بكل كتب ( محمد أحمد المحجوب و وفد حزب الأمة)
لذا كان العنوان و مسك الختام لوحة المحجوب و حفظ ماء وجه الوفد .