فصل البنات في الأغنية السودانية

أوتاد
أحمد الفكي
منذ قديم الزمان و العصر الجاهلي الذي كان إعلامه البارز الشعراء عامة و أصحاب المعلقات خاصة و مروراً بالعهود اللاحقة و حتى عصرنا الحالي كان ذكر اسم الأنثى في القصيدة يحمل الرمز و العنوان و بيت القصيد و من بعض الأمثلة ما قاله عنترة بن شداد : يا دار عبلة بالجواء تكلمي
و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
فوقفت فيها ناقتي و كأنها
فدنٌ لأقضي حاجة المتلوم
و تحل عبلة بالجواء و أهلنا
بالحزن فالصمان فالمتثلم
و عن ( مي) قال النابغة الذبياني :
يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ
أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأبَدِ .
و طرفة بن العبد ذكر خولة فقال :
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ تَلوحُ
كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ ·
و أما إمرؤ القيس فقد قال عن فاطمة :
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ
وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ
فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وهذا غيض من فيض عن ذكر أسماء المحبوبات و على ذاك النسق سار شعراء الأغنية السودانية وفي أشعارهم جاء ذكر العديد من أسماء البنات كأنَّه فصل في مدرسة البنات و على سبيل المثال لا الحصر نجد : سلمى ، سلوى ، ليلى، منى، أحلام ، مي، زينة، سعاد ، عاطفة ، حنان، آمنة، بثينة و محاسن .
عن سلمى تغنَّى عبد المنعم الخالدي فقال : أقول الكلمة ماتاهت
خلاص في الظُلمة
واعاتب الليل دا
ما ليلاً طويل يا سلمى .
أما سلوى و منى و أحلام نجد ذكرهم لدى الفنان الذري إبراهيم عوض : ياسلوى قلبي شن سوى
من صبرك من جوه من جوة
ساقو الشوق بالقوة
سقاه مر الريد والخوة .
و في أغنية الدنيا منى و احلام نردد مع الفنان الذري :
ليالي لقانا جميلة كانت
يا سلام أفراح وسمر وأغاني
والدنيا منى وأحلام .
في توتي نسأل الله أن يُطهرها من الجنجويد نجد ليلى و رائعة حمد الريح :
حليل أرض الجزائر و المراكب و الطنابير الترن
حليل ناس ليلى ساعة الليل يجن
يا غالية يا تمرة فؤادى الليلة
ما عاد المراكب شرقن .
أين مي سؤال نبحث عنها فنعثر عليها في اللحن الخالد حيث الإبداع المتناهي من الفنان صلاح بن البادية :
لما أفاض بي الحنين
غدوت أسأل أين مي
هي في رياض النيل
من خمر الصبابة تشرب
وتلهو كما شاء العفاف
ويرتضي المذهب .
أما زينة فقد جاء ذكرها في ثلاث أغنيات مختلفة الكابلي ( زينة و عجباني) حمد الريح ( إنتِ كللك زينة ) مصطفى سيد أحمد ( أمرك مطاع أبداً يا زينة .. إنتِ الجمال ولَّاك علينا) .
وفي رائعة عمر الطيب الدوش التي لحنها الكابلي بإيقاع الدليب أغنية حملت اسم سعاد ، من ضمن ما ورد فيها :
في خشمي ختيت القميص
أجري و أزبِّد شوق و أنط
لامن دخلت الحفلة فجيت الخُلق
و ركزت شان البت سعاد .
أما محمد ميرغني فقد جمع بين عاطفة وحنان فكانت :
عاطفة وحنان ياناس. وانسان رقيق ونَّاس . وعيون تضوي الليل. وقليب رقيق حساس. ضمتناجلسة ريد. نستنا دنيا الناس. ماشفنا فيها ملل. ولاطاف علينا نعاس .
و إذا سألت عزيزي القارئ عن عاصمتنا الخرطوم أعاد الله لنا سيرتها الأولى وفي إحدى أحيائها الخرطوم ثلاثة و دستور الشاعر الجاغريو الذي نزل فيها نسرح مع صوت عميد الفن أحمد المصطفى و كذلك مبارك حسن بركات وهما يردان :
النقرن أجراسن
أنا قلبي ميراسن
حن الزهر باسن
أنظر ديك بثينة
كمان شوف ديك محاسن
* آخر الأوتاد :
في أغنيننا السودانية ذات الطابع الفريد نجد في بعضها ما يُعرف بالرمية .. وهنا ما أجمل آمنة رمز الكرم و اللوحة الجميلة المتحركة التي زاد جمالها الفنان الأمين عبد الغفار بادائه الرائع ، علماً جميع ما تم ذكره من الفنانين في سطور هذه المادة يجب أن نترحم عليهم و نسأل الله لهم الرحمة و المغفرة . ومع رمية آمنة ختام فصل البنات في الأغنية السودانية .
إذا خمش الخريف دار اللقد وإتلمن السارحات وعلى طرف الفريق رتعن بشاريات
إذا عود الملود الدوغري شقى حراك
وقام ضل الدرت أمَّن عشا البايتات وإذا قضى الضيق تلحقو لقمة
في بلدات آمنة بشارة الجايات
مع الرايحات آمنة خلاصة الصلوات
أم الكل إذا طرينا الشطارة ثبات
وإذا عصرنا الجوع آمنة ما بتتفات
هميمة كريمة بديهة ما بتتدلى للشينات حليل آمنة وحليل آمنة
البتغزل عز جهنا سمات