أعمدة

العصيدة و الذكرى الفريدة

 

أوتاد
أحمد الفكي

بدعوة ٍ كريمةٍ من البرلماني الضليع و الرياضي المطبوع الأستاذ الأديب عبد الله بابكر محمد علي في نُزله العامر بمدينة حائل لمواصلة ما انقطع من حوار إقتصادي ، ثقافي ، إجتماعي ، ظُهر سبت الحادي عشر من نوفمبر 2023‪ حيث كنا رهط من أبناء الجزيرة عدا اثنان واحد من أم درمان و الآخر من منطقة البرهان حفظه الله ورعاه ( قندتو) ، فكان محور اللقاء حول مشروع الجزيرة إزدهاره و كساده الأسباب و المعالجات و قانون مشروع الجزيرة 200‪5 حيث كان أحد عرابه و محركيه في البرلمان الأستاذ عبد الله بابكر محمد علي .
في اللقاء كان اجترار الذكرى الفريدة و العظيمة لمشروع الجزيرة الزراعي الذي يتوسط السودان بين النيلين الأزرق والأبيض في السهل الطيني الممتد من منطقة سنار إلى جنوب الخرطوم عاصمة السودان التي ستعود بإذن الله أحسن مما كانت حيث أبصر المشروع النور في عام 1925 بهدف إمداد المصانع البريطانية بحاجتها من خام القطن والذي شكل أيضاً العمود الفقاري لاقتصاد السودان بعد الإستقلال و حتى منتصف ثمانينات القرن المنصرم ، فكان التطرق لقانون مشروع الجزيرة 200‪5 بإسهاب من قبل أستاذنا عبد الله بابكر بمشاركة الخبير الزراعي د/ كمال عبد الله حاج توم المدير العام الأسبق لشركة أروينا ، لتات المقادير أن يكون الرى الإنسيابي أحد أسباب تدهور المشروع حيث العطش الذي لازم الحواشات بسبب التُرع التي لم تجد الصيانة الدورية بالكفاءة اللازمة و عدم الأخذ بمبدأ حساب قسط الإهلاك السنوي الثابت للأصول الثابتة للآلات و المعدات المستخدمة في ري أراضي المشروع .
توسع الحوار و الكل شارك و أدلى بما يملكه من معلومات حتى تعود لمشروع الجزيرة سيرته الأولى ر غم التكلفة الإقتصادية للري الإنسيابي الذي يعتمد عليه المشروع في إشارة لنقص التكلفة التي تعتمد عليها الزراعة المطرية في السودان وهي تدخل غمار المنافسة الإنتاجية في مخرجات المنتوج الزراعي، ولنا في القضارف و النيل الأزرق و غرب السودان المثل الأكبر ، خلاف الدول الأوربية الزراعية التي لا تعرف ما يُعرف بالري الإنسيابي و اعتمادها على ما تجود به السماء من ماء غزير .
* آخر الأوتاد :
يظل تراثنا الشعبي هو رائد حضارتنا ، فما أجمل من العصيدة بملاح النعيمية و التقلية التي كانت عروس مائدة الغداء التي دعانا لها البرلماني الأستاذ عبد الله بابكر محمد علي ، فقد سحبت البساط من كل ما رافقها من طعام في سفرة ذلك الطعام ، وهنا اعتذر للبحتري و أصف ما إلتهمناه من العصيدة قائلاً :
أتتنا العصيدة الرائعة تختال ضاحكة
من الطعم حتى كادت أن تتكلما .
في تراثنا المثل الشعبي :
زاد الحبان له مكان

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى