الديمقراطية تجي كداري

أوتاد
أحمد الفكي
في تمام الثامنة صباحاً تلقيت مكالمة هاتفية من رئيس الجالية السودانية في حائل الأستاذ الباشا حيدر محمد طه ، و بلهجتنا العامية السمحة قال لي : ( وين أوتادك العالمية دي لي يومين ما شفتها لحدي ما جاتني كوفارة ) ضحكت من كلمة كوفارة وقلت له ذكرتني مدني و ( حمدو في بطنو ).
نجد في لهجتنا العامية المتنوعة تنوع السودان في وحدته جمال و سرعة فهم للمقصود بالكلمة الصادرة بعفوية تامة مطلقة ، وفي العنوان أعلاه ( الديمقراطية تجي كداري) الأولى صدى نطقها يعم العالم وهي عالمية، أما الثانية و الثالثة فهما محليتان و حصريتان على أهل السودان. تجي أي تأتي، و كداري أي راجِلاً ( ماشي على رجليه) ليس ممتطياً دابة أو راكب وسيلة نقل .
الحرب التي يكتوي بنارها شعب السودان بذريعة الديمقراطية من قِبل المتمردين مليشيا النهب السريع و جناحهم السياسي قحط هم أبعد عن الديمقراطية و أقرب للأوتوقراطية.
كما جاء في أسفار التاريخ عن الديمقراطية نجد الديمقراطية الأثينية هي أول ديمقراطية في العالم وضعت حوالي القرن الخامس قبل الميلاد في دولة المدينة أثينا. وهي ديمقراطية ناقصة لأنها كانت محصورة على فئة محددة من المجتمع، ليس للأجانب و النساء و الأطفال نصيب في تلك الديمقراطية .
بمرور الزمن أصبحت الديمقراطية حرفياً «حكم الشعب» هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة – إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين – في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي.
ومن أهم أسس الديمقراطية الالتزام بالمسؤولية واحترام النظام وترجيح كفة المعرفة على القوة والعنف. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية.
بمناسبة الديمقراطية تجي كداري لا توجد علاقة بين كلمة كداري ( ماشي على رجليه) و بين الكدرو المدينة المعروفة التي تحتضنها الخرطوم بحري ، الكدرو كلمة نوبية قديمة ( كاد رو ) , وتعنى الثوب الابيض .
* آخر الأوتاد :
الديمقراطية عند الدعامة يعتقدون أنها أم قرون و ذلك نتيجة الموقف الحقيقي الذي حدث في مدني كما وجدته في إحدى القروبات فحواه :
سأل أحد المواطنين واحد من الدعامة:- انتو ليه بتقولوا عايزين تجيبوا الديمقراطية وبتسرقوا عربات الناس ؟
رد عليه قائلاً :- الديمقراطية دي نجيبا ليكم كداري يعني .
اللهم أنصر جيشنا و شعبنا على أولئك المتمردين المرتزقة .