يا فيها أو أطفِّيها

أوتاد
أحمد الفكي
عجيب أمر بعض أفراد المجتمع السوداني فيما يخص عدم فهمهم للعمل التطوعي على شاكلة الجاليات في بلاد المهجر أو الروابط الرياضية من ناحية التشبث برأستها أو بالتواجد في لجانها التنفيذية دون تفعيل ثقافة التنازل لمن يريد حمل رأية تواصل الأجيال التي هي المُحرِّك الأساسي نحو التقدم خطوة للأمام ولنا في حوار التفاوض في صلح الحُديبية المثل الأمثل لتحقيق الهدف المنشود .
إما العبارة التي تصدر من الشخص التي فحواها ( يا فيها أو أطَفِّيها) بمعنى أعرقل حركتها أو أفشلها وهي توحي لمن تصدر منه أنه غارق في بحر الأنانية و النرجسية و عقدة النقص و لكل واحد من هذه المسميات ما يبرهن سلوك صاحب مقولة يا فيها أو أطَفِّيها .
الأنانية سلوك وهي الإهتمام المفرط بالنفس و الرغبة في تحقيق الذات على حساب الآخرين . بينما النرجسية تتميز بالتركيز المفرط على الذات و الشعور بالعظمة و الإحتياج المفرط للإعجاب و الإفتقار إلى التعاطف و التلاعب بالآخرين .
أما عقدة النقص فيكون صاحبها لديه شعور عميق بالنقص و عدم الكفاءة و يحاول أن يكملها بأي وسيلة تحفظ له مكانته في ذلك العمل التطوعي دون إتاحة الفرصة لتداول الأدوار مهما كانت النتيجة . و كل ذلك القول يقودنا لفهم المسؤولية بأنواعها الثلاث المسؤولية الفردية ، و الجماعية ،. و المجتمعية .
المسؤولية الفردية خاصة بالفرد يتحمل بموجبها تصرفاته الشخصية مسؤولية أفعاله سواء كانت إيجابية أو سلبية أمام نفسه .
و المسؤولية الجماعية تنشأ عندما يكون هناك مجموعة من الأفراد يعملون معاً لتحقيق هدف مشترك ، و كل فرد يتحمل جزء من المسؤولية . وفي نهاية المطاف تكون نتيجة المسؤولية الجماعية أيَّاً كانت نتيجتها إيجابية أو سلبية يتحملها جميع أعضاء الفريق و أقرب مثال في ذلك منشط كرة القدم حيث لا يُنسب الفوز أو الخسارة لشخص واحد مهما كان ذلك الشخص هو المتسبب في النتيجة .
أما المسؤولية المجتمعية هي الأوسع نطاقاً و تشمل الإلتزام تجاه المجتمع ككل وهي تهدف للعمل على تحقيق الصالح العام و في ذلك يدخل العمل التطوعي في الجاليات و الروابط ضمن نطاق المسؤولية المجتمعية التي يجب أن تكون الأخلاق هي محورها و نقطة إرتكازها الأساسي .
* آخر الأوتاد :
الفرق بين الاختلاف و الخلاف يكمن في درجة التباين و التعارض .
الاختلاف يشير إلى التباين والتنوع في الآراء أو الصفات أو الأساليب ، وهو أمر طبيعي وموجود في كل مكان .
أما الخلاف فهو أشد من الاختلاف ، ويدل على وجود تناقض وتضاد في الرأي أو الموقف ، وقد يؤدي إلى نزاع أو شقاق .
لذا صاحب ( يا فيها أو أطَفِّيها) هو صاحب خلاف وليس اختلاف .