فاوضني بلا زعل

أوتاد

أحمد الفكي

تظل الأغنية السودانية حافلة بكل ما هو جميل و حاضر في حياة المجتمع السوداني الزاهر و الزاخر بكل إرث الحِكمة التي تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل على سبيل المثال لا الحصر حِكم الشيخ فرح ود تكتوك في حل المنازعات و المشكلات حتى اقترن لقب حلال المشبوك باسمه ، ثم كان في الأغنية الثراثية النموذج الذي صدح به الكابلي مادحاً بقوله ( عقد الدم بالعصا) و كل ذلك يقع في محيط مهارات التفاوض Negotiation Skills، و هي مجموعة من السمات التي تتيح لطرفين أو أكثر الوصول إلى تسوية حول نزاع ما. غالباً ما تتضمّن مهارات التفاوض مجموعة من المهارات الناعمة والقدرات مثل: التواصل و الإقناع و ترسيخ مبدأ ثقافة التنازل ، أي الدبلوماسية بلغة العصر ، ولنا في صُلح الحديبية المثل الأجمل و الأروع في إظهار فن التفاوض .
لم تخل الأغنية السودانية في رسالتها عن حل النزاعات و المشاكل فكانت فاوضني بلا زعل للشاعر حسن الدابي التي غنَّاها النعام آدم وزاد من ألقها صلاح بن البادية عندما غنَّاها قبل أكثر من عقد من الزمان في حفل تأبين النعام آدم ” طيَّب الله ثراءهم جميعاً” فيقول مطلع الأغنية :
فاوضني بلا زعل ياخى
طمنى أنا عندي ظن
يبقى بكرة المحبوب يصل
وينقطع شيال الخير
يا اخي فاوضني بلا زعل .
إتفق السواد الأعظم من أهل السودان على رفض التفاوض و جلوس الجيش مع مليشيا المتمرد في مفاوضات جدة ، ورغم ذلك كان للجيش حلمه الواسع حيث أوفد وفده وفق شروط تحفظ للشعب السوداني حقه و لكن نزعة الغدر و الخيانة التي تكتنف وفد مفاوضي مليشيا الدعم السريع المتمردة كانت فاقدة لإجراءات بناء الثقة
Confidence building measures
ففي وقت إستئناف مفاوضات جدة كان الغدر منهم في مدينة نيالا .
خطاب و لقاء رئيس مجلس السيادة الإنتقالي و القائد العام لقوات الشعب المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يوم الثلاثاء 31 أكتوبر 202‪3 في قاعدة وادي سيدنا مع جنوده هو علامات انتصار جيشنا الباسل وقرب حسم معركة الكرامة التي لاحت بشائرها في الأفق حيث اتخاذ القرار النهائي لا تفاوض .
* آخر الأوتاد :
فاوضني بلا زعل يعني كن واسع الصدر ، مدركاً لفن التفاوض مستحضراً لثقافة التنازل وفق قراءة لمخرجات لما يتوقع حدوثه و بذلك يُكتب للتفاوض النجاح .