أوتاد
أحمد الفكي
من باب كسر الروتين أردت أن أُصلي الجمعة في جامع د /ناصر بن براهيم الرشيد بدلاً عن جامع عدي بن حاتم ، وكلاهما عن مسافةٍ واحدة من منزلي بمدينة حائل .
إعتلى إمام و خطيب الجمعة المنبر و بعد أن حمد الله و صلى على الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ، إبتدر الخطبة بمدح السودان و إنسانه الكريم و ما في السودان من خيرات وهبات و نِعم كثيرة وهبها الله ، وظل يُردد بين الحين و الآخر عبارة الشعب السوداني الشقيق صاحب الأخلاق الحميدة ، و ما بين شعب المملكة العربية السعودية و شعب السودان من اواصر العلاقة الأخوية و رابطة الدين و اللغة و تطابق العادات المشتركة بين الشعبين ، ثم تطرق لأهمية موقع السودان الجغرافي في القارة الإفريقية و دوره في نشر الإسلام ، ثم كان حديثه عن الفتنة التي يمر بها الآن من حربٍ أفقدت الأمن و الأمان داعياً الله أن تنتهي هذه الفتنة، كما تطرق لدور المملكة في دعمها لشعب السودان بفتح باب التبرعات عبر بوابة تطبيق ساهم بدعوة جميع المواطنين و المقيمين بزيارة ذلك التطبيق ( ساهم) لتخفيف المعاناة عن شعب السودان . وكان ختام خطبته الدعاء للسودان و ما هزني قوله: اللهم إنَّا إستودعناك السودان و أهله .
شكراً المملكة العربية السعودية قيادةً و حكومةً و شعباً .
* إعلان جدة و عدم المصافحة :
يوم الخميس العاشر من مايو 2023 بمدينة جدة بمبادرة من المملكة العربية السعودية و الولايات الأمريكية المتحدة وقع طرفا النزاع في السودان، الجيش الذي يقف معه الشعب وقوات الدعم السريع المتمردة ، على إعلان “جدة”، وهو اتفاق مبادئ أولي للالتزام بالامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين”، والتأكيد على “حماية المدنيين”، واحترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان، حيث أكد مسؤولون أميركيون أنه ليس اتفاقا على وقف إطلاق النار.
لفت نظري عبر ما جاء في لقطة الفيديو التي عرضتها القنوات الفضائية و ما تم نشره عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، عند توقيع إعلان جدة بعد المسافة بين الجنرالين الذين وقَّعا على الإتفاق وعدم المصافحة بعد الإنتهاء من التوقيع كما جرت العادة في مثل هكذا بروتوكولات .
تجدر الإشارة إنَّ التقدم و الإنتصار الذي حققه الجيش على القوات المتمردة يجعلها بين خيارين لا ثالث لهما وهما الإستسلام و الخضوع لقوات الشعب المسلحة لما تراه مناسباً لاختيار من ينضم إلى صفوفها من أبناء الوطن دون المرتزقة من الجنسيات الأخرى او الدمار الشامل و كتابة نهاية لما عُرف بالدعم السريع .
* آخر الأوتاد :
لا شك أنّ خلف قوات الدعم السريع المتمردة طابور خامس و للعلم أنَّ الطابور الخامس The Fifth column هو قاموس التآمر والمكيدة التي تدل على وجود عملاء محليين تمت معرفتهم يشتركون في مؤامرة تدار من الخارج ويُشكلون سندها المحلي وقوتها المتحفزة، في انتظار إذن التحرك ولكن هيهات .. هيهات .
اللهم انصر جيشنا .
