البرهان الي السعودية..كل الملفات علي الطاولة عدا منبر جدة

اخيرا البرهان الي السعودية
كل الملفات علي الطاولة عدا منبر جدة
مهدي مبارك
اخيرا البرهان الي المملكة العربية السعودية، زيارة اتت بعد جولة ناجحة ومتنوعة لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الي خمس دول بدأها بمصر واختتمها بتركيا ثم توجهه بعدها الي نيويورك لالقاء خطاب السودان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 78 مما عزز من شرعيتة التي دائما ما كان يتم التشكيك فيها من قبل مليشيا الدعم السريع وقوي الحرية والتغيير .
من المفارفات ان هذه الزيارة كان ينتظرها كل من قادة مليشيا الدعم السريع وظهيرهم السياسي قوي الحرية والتغيير علي احر من الجمر في الوقت الذي لم يهتم بها الكثير من الموالين للقوات المسلحة او يرفضونها تماما لسبب واحد مشترك بين الطرفين الا وهو أحياء منبر جدة التفاوضي.
غداة زيارة البرهان الي مصر كانت أنظار المليشيا وقحت معلقة بجدة كونها ستكون
المحطة الأخيرة التي ستنتشلهم من الغوص في وحل الهزائم المتلاحقة التي حققتها القوات المسلحة في الآونة الأخيرة.
علي الجانب الاخر كانت الصورة على العكس تمامآ، فقد كان الموالون للجيش يرون ان الدعم السريع فقد قوته تمامآ ولم يبق الا القليل لتحقيق النصر إضافة الي الرفض التام لأي تواجد للدعم السريع وقوي الحرية والتغيير في المشهد السياسي بعد انتهاء الحرب نظرا للانتهاكات والجرائم المفزعة التي ارتكبتها قواته بحق المواطنين العزل وعزوف قحت حتي على ادانتها.
نظرة أنصار الجيش الي زيارة البرهان للسعودية كان يشوبها تخوف كبير من ان تكون وسيلة لأعادة الحياة الي منبر جدة التفاوضي خاصة بعد فشل كل جولات التفاوض السابقة بسبب عدم التزام المليشيا المتمردة بما تم الاتفاق عليه سابقا وتحديدا فيما يتعلق بخروج قواتها من منازل المواطنين والمرافق الحكومية، بل ان الذي حدث بعد آخر جولة تفاوضية هو تمادي المليشيا في عدوانها باحتلالها للمزيد من المنازل واعادة تموضع قواتها مما زاد من معاناة المواطنين ما دفعهم الي ترك منازلهم خوفا من بطش أفراد المليشيا.
توقيت الزيارة جاء في الوقت المناسب، فمنبر جده قد تم قبره تمامآ ولا سبيل الي إعادته للحياة مرة أخرى لعدة اسباب اهمها التفوق العسكري للجيش على المليشيا التي تبدو في أضعف حالاتها وفقدانها للقيادة الميدانية بعد هروب عبدالرحيم دقلو الي الخارج مما سيقوي من موقف الجيش في رفضه لاي عملية تفاوضية بيد ان السبب الأكثر أهمية هو العقوبات التي وقعتها الولايات المتحدة بحق قائد ثاني الدعم السريع والتحقيقات التي تجريها محكمة الجنايات الدولية بحق قادة المليشيا لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في دارفور والخرطوم وعليه فلن تجرؤ المملكة العربية السعودية علي السماح بتواجد أفراد مليشيا إرهابية ملاحقين دوليا علي اراضيها اتساقا مع الموقف الامريكي المتشدد والقاضي بضرورة محاسبة مرتكبي تلك الجرائم.
زيارة البرهان الي السعودية سوف تركز علي مناقشة كل الملفات التي تهم الجانبين، فعلاوة علي الجوانب الاقتصادية فان ملف قوات الدعم السريع المتواجدة علي أرض الحرمين يعتبر الأكثر أهمية في الوقت الحالي خاصة بعد صدور قرار البرهان بحلها ما يستدعي الوصول الي تفاهمات لتقنين وجود تلك القوات.
صفوة القول هي أن كل الملفات التي تهم البلدين ستكون موضوعة علي طاولة المفاوضات عدا ملف منبر جدة الذي قبر الي الأبد ما سيشكل الما وحسرة لدي مليشيا الدعم السريع وقوي الحرية والتغيير التي كانت تنظر اليه كاخر منقذ يعيدها الي الحياة مرة أخرى.